العقل ، وخارجة عن نطاقه ، وهكذا طريق تهذيب النفس ، لأن نتيجتها انكشاف الحقائق ، وهو علم لدني (من قبل الله تعالى) ، ولا يسعنا هنا أن نحدّد نتائجها والحقائق التي تنكشف عن هذه الموهبة والعطية الإلهية ، وهؤلاء لما انفصلوا عن كل شيء سوى الله تعالى وأعرضوا عنه ، كانوا تحت رعاية الله بصورة مباشرة ، فانكشف لهم كل ما يريده الله تعالى لا كل ما يريدونه.
الطريق الأول :
الظواهر الدينية وأقسامها
وكما سبقت الإشارة ، فإن القرآن الكريم والذي يعتبر مصدرا أساسيا للفكر الديني الإسلامي ، قد أعطى للسامعين حجية واعتبار ظواهر الألفاظ ، وهذه الظواهر للآيات قد جعلت أقوال النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في المرحلة الثانية بعد القرآن مباشرة ، وتعتبر حجة كالآيات القرآنية ، ويؤيده قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (١).
وقوله جلّ شأنه : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢).
__________________
(١) سورة النحل ، الآية ٤٤.
(٢) سورة الجمعة الآية ٢.