الشيعة وسائر المذاهب الإسلامية ، ولكن أثر التفريط في حفظه والذي حصل من قبل الولاة والحكام في صدر الإسلام وأثر الإفراط الذي حدث من الصحابة والتابعين في نشر الأحاديث ، كانت عاقبة الحديث مؤسفة مؤلمة.
فمن جهة منع خلفاء ذلك الزمان من كتابة الحديث وتدوينه ، فكانوا يحرقون الأوراق التي دونت عليها الأحاديث ، ما وسعهم ذلك ، وأحيانا كانوا يمنعون من نقل الأحاديث ، فأدى هذا إلى أن الكثير من الأحاديث أصابها التغيير والتحريف والنسيان ونقلت الأحاديث بمضامينها.
ومن جهة أخرى ، قام صحابة النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين حضروا مجلسه ، واستمعوا إلى حديثه ، وكانوا مورد احترام هؤلاء الخلفاء وعامة المسلمين ، بنشر الأحاديث حتى آل الأمر إلى أن يصبح الحديث ذا أهمية أكثر من القرآن ، وأحيانا كان الحديث ينسخ الآية (١).
وكان يتفق أن نقلة الأحاديث ، كانوا يتحمّلون مصاعب الطريق والسفر لاستماع حديث واحد.
وقد تزيّا البعض من غير المسلمين بزيّ الإسلام ، وتلبّس به ، وبدءوا بوضع الأحاديث وتغييرها ، فأسقطوا الحديث من الاعتبار ، ومن الوثوق به (٢).
__________________
(١) موضوع نسخ القرآن بالحديث أحد مواضيع علم الأصول ، ويؤيده جمع من علماء أهل السنة ، ويتضح من قضية (فدك) أن الخليفة الأول يؤيد ذلك أيضا.
(٢) ما يؤيد هذا القول مصنفات كثيرة وضعها العلماء في الأحاديث الموضوعة ، وكذا في كتب الرجال اشتهر جماعة من الرواة بأنهم كذابون وضاعون.