(س) وفي حديث عليّ رضياللهعنه «صَدَقَنِي سِنَّ بَكْرِهِ» هذا مثل يضرب للصَّادِق في خبره. وقد تقدّم في حرف السين.
(صدم) (ه) فيه «الصبر عند الصَّدْمَةِ الأولى» أي عند قوّة المصيبة وشدّتها ، والصَّدْم : ضرب الشيء الصّلب بمثله. والصَّدْمَة المرّة منه.
(ه) ومنه حديث مسيره إلى بدر «خرج حتى أفتق من الصَّدْمَتَيْنِ» (١). يعنى من جانبي الوادي. سمّيا بذلك كأنهما لتقابلهما يَتَصَادَمَانِ ، أو لأنّ كل واحدة منهما تَصْدِمُ من يمرّ بها ويقابلها.
(ه) ومنه حديث عبد الملك «كتب إلى الحجّاج : إني قد ولّيتك العراقين صَدْمَةً فسِرْ إليهما» أي دفعة واحدة.
(صدا) في حديث أنس في غزوة حنين «فجعل الرجل يَتَصَدَّى لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ليأمر بقتله» التَّصَدِّي : التّعرّض للشيء. وقيل هو الذي يستشرف الشيء ناظرا إليه.
(ه) وفي حديث ابن عباس رضياللهعنهما ، وذكر أبا بكر «كان والله برّا تقيّا لا يُصَادَى غَرْبُه» أي لا تدارى حدّته ويسكن غضبه. والمُصَادَاة ، والمداراة ، والمداجاة سواء. والغَرْبُ : الحدّة. هكذا رواه الزمخشرى. وفي كتاب الهروى «كان يُصَادَى منه غرب» (٢) بحذف حرف النّفي ، وهو الأشبه ، لأن أبا بكر كانت فيه حدّة يسيرة.
وفيه «لتردنّ يوم القيامة صَوَادِيَ» أي عطاشا. والصَّدَى : العطش.
وفي حديث الحجاج «قال لأنس رضياللهعنه : أصمّ الله صَدَاك» أي أهلكك. الصَّدَى : الصّوت الذي يسمعه المصوّت عقيب صياحه راجعا إليه من الجبل والبناء المرتفع ، ثم استعير للهلاك ، لأنه إنما يجيب الحىّ ، فإذا هلك الرجل صمّ صَدَاه كأنه لا يسمع شيئا فيجيب عنه. وقيل الصَّدَى الدماغ. وقيل موضع السّمع منه. وقد تكرر ذكره في الحديث.
__________________
(١) بسكون الدال ، وقد تكسر (القاموس ـ صدم)
(٢) وهى رواية الزمخشرى أيضا ، لا كما ذكر ابن الأثير. انظر الفائق ٢ / ١٥.