قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «اللهم أتني بأحب خلقك إليك يأكل معي» فجاء علي عليهالسلام فأكل معه وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل عليهالسلام على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد سار أبو بكر بالسورة فقال له : يا محمد إنه لا يبلغها إلّا أنت أو علي إنه منك وأنت منه ، فكان رسول اللهصلىاللهعليهوآله منه في حياته وبعد وفاته وهو عيبة علم رسول الله صلىاللهعليهوآله ومن قال له النبي صلىاللهعليهوآله : «أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها كما أمر الله فقال : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) (١) وهو مفرّج الكرب عن رسول الله صلىاللهعليهوآله في الحروب ، وهو أول من آمن برسول الله صلىاللهعليهوآله وصدّقه واتبعه ، وهو أول من صلّى فمن أعظم فريه على الله وعلى رسول الله ممن قاس به أحدا أو شبه به بشرا عليهالسلام! (٢).
الحديث السادس والعشرون : الشيخ في مجالسه قال أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرّحمن الهمداني بالكوفة قال : حدّثنا محمد ابن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري قال : حدّثنا علي بن حسان الواسطي قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن كثير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليهالسلام قال : «لما أجمع الحسن بن علي عليهالسلام على صلح معاوية خرج حتى لقيه ، فلما اجتمعا قام معاوية خطيبا فصعد المنبر وأمر الحسن عليهالسلام أن يقوم أسفل منه بدرجة ثم تكلم معاوية وقال : أيها الناس هذا الحسن بن علي وابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا ولم ير نفسه لها أهلا قد أتانا ليبايع طوعا ، ثم قال : قم يا حسن فقام الحسن عليهالسلام فخطب فقال : الحمد لله المستحمد بالآلاء وتتابع النعماء وصارف الشدائد والبلاء عند الفهماء وغير الفهماء ، المذعنين من عباده لامتناعه بجلاله وكبريائه وعلوه من لحوق الاوهام ببقائه المرتفع عن كنه ظنانة المخلوقين من أن تحيط بمكنون غيبه رويّات عقول الرائين، واشهد أن لا إله إلّا الله وحده في ربوبيته ووجوده ووحدانيته صمدا لا شرك له فردا لا ظهير له ، واشهد أن محمد عبده ورسوله اصطفاه وانتجبه وارتضاه وبعثه داعيا إلى الحق وسراجا منيرا وللعباد مما يخافون نذيرا ولما يأملون بشيرا فنصح للأمة وصدع بالرسالة ، وأبان لهم درجات العمالة شهادة عليها أموت وأحشر ، وبها في الآجلة أقرب وأحبر ، وأقول : معشر الخلائق فاسمعوا ولكم أفئدة وأسماع فعوا إنّا أهل بيت أكرمنا الله بالإسلام واختارنا واصطفانا واجتبانا وأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ، والرجس هو الشك فلا نشك في الله الحق ودينه أبدا وطهّرنا من كلّ أفن وغية ، مخلصين إلى آدم نعمة منه ، لم يفترق الناس فرقتين إلا جعلنا الله في خيرهما فأدت الأمور وأفضت الدهور إلى أن بعث الله محمدا صلىاللهعليهوآله للنبوة واختاره للرسالة وأنزل عليه كتابه
__________________
(١) البقرة : ١٨٩.
(٢) أمالي الطوسي : ٥٥٨ / مجلس ٢٠ / ح ٨.