على الغير (١)] : ممكن لذاته [فواجب الوجود لذاته ، ممكن الوجود لذاته (٢)] هذا خلف. فثبت : أن الحق سبحانه وتعالى ؛ واجب الوجود لذاته ، وواجب الوجود في كل صفاته الإيجابية [والسلبية (٣)] وكل ما كان كذلك ، فهو لا يقبل الأثر من الغير البتة.
وأما بيان أنه مؤثر في غيره ، فهو أنه ثبت : أن كل ما عدا الموجود الواحد الواجب ، فإنه ممكن لذاته ، وكل ممكن لذاته ، فإنه لا يوجد إلا بإيجاد الواجب لذاته. إما بواسطة أو بغير واسطة. فثبت : أن الحق سبحانه وتعالى : مؤثر في كل ما سواه ، وأنه لا يقبل الأثر البتة عن شيء مما سواه. فهو من حيث أنه مستقل في وجوده ، وفي جميع صفاته الثبوتية والسلبية. قائم بنفسه. ومن حيث إن كل ما سواه [قائم به (٤)] فإنه يوجد بإيجاده. وإن ما يتقوم بتقويمه ، فهو مقوم بغيره. والكامل في كونه قائما بذاته ، مقوما لغيره : هو الله القيوم. فواجب الوجود : هو القيوم الحق. فلهذا السر قال في الكتاب الإلهي : (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ، الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (٥).
وأما القسم الثاني : وهو الموجود الذي يتأثر ولا يؤثر فهو «الهيولى» وقد عرفت في كتاب «الهيولى» : أن هيولى العالم الجسماني ، هي الأجزاء التي لا تتجزأ وعند الفلاسفة : هيولى عالم الأجسام [موجود (٦)] ليس بمتحيز ، وصورتها هي الحجمية والتحيز.
إذا عرفت هذا فنقول : تلك الأجزاء من حيث هي هي ، ليست حارة ولا باردة ، ولا رطبة ولا يابسة ، ولا مجتمعة ولا مفترقة ، بل هي قابلة لهذه
__________________
(١) سقط (طا) ، (ل).
(٢) سقط (م).
(٣) سقط (طا) ، (ل).
(٤) سقط (ل).
(٥) البقرة ٢٥٥.
(٦) من (طا) ، (ل).