وإذا عرفت هذين الطرفين ، عرفت الحال في سائر الأقسام. وأيضا يجب اعتبار حال الكبد في الحرارة [والبرودة (١)] والرطوبة واليبوسة ، واعتبار حاله في الصغر والكبر ، واعتبار حاله في كون الأوردة الناشئة منه. واسعة أو ضيقة؟ وأيضا يجب اعتبار حال الأغذية والأشربة في كيفياتها البسيطة والمركبة.
وإذا اعتبرت مجموع هذه الأحوال البسيطة والمركبة : كثرت جدا ، وأما اختلاف الناس في الشهوات. فمن كانت البلاغم اللزجة غالبة على معدته ، كان ميله إلى الأشياء الحارة والحريفة والقابضة والعفصية ، ومن كان التيبس غالبا على معدته ، كان ميله إلى الدسم والحلو. وقس الباقي عليه.
وأما اختلاف الناس في شهوة الباه. فالمزاج الحار الرطب ، يناسبه (٢) من كل الوجوه ، والبارد [اليابس يضاده من كل الوجوه. وأما الحار اليابس والبارد (٣)] الرطب فكالمتوسط.
فهذا هو الضبط الكلي في بيان أن أحوال النفوس كيف تصير مختلفة ، بسبب اختلاف الأمزجة [والله أعلم (٤)]
__________________
(١) من (ل).
(٢) يناسب ذلك (م).
(٣) سقط (م ، ط).
(٤) من (ل ، طا).