على اعتداله ولا يحترق. فخلقت آلات في بدنه ، بحيث يقدر الإنسان بها على الغريزية. ولا بد من وصول النسيم البارد إليه ساعة بعد ساعة ، حتى يبقى استدخال النسيم البارد في قلبه. فإذا مكث ذلك النسيم لحظة ، تسخن وفسد ، فوجب إخراجه. فالصانع الحكيم جعل النفس الخارج سببا لحدوث [الخروق (١) فلا جرم سهل تحصيل (٢)] الصوت بهذا الطريق.
ثم إن الصوت يسهل تقطيعه في المحابس (٣) المختلفة ، فحصلت هيآت مخصوصة ، بسبب تقطيع ذلك الصوت في تلك المحابس (٤) وتلك الهيئات المخصوصة هي الحروف فحصلت الحروف والأصوات بهذا الطريق [ثم ركبوا الحروف (٥)] فحصلت الكلمات بهذا الطريق ثم جعلوا كل كلمة مخصوصة ، معرفة لكل معنى مخصوص. فلا جرم صار تعريف المعاني [المخصوصة بهذا الطريق (٦)] في غاية السهولة. من وجوه :
الأول : إن إدخالها في الوجود في غاية السهولة.
والثاني : إن تكوّن الكلمات الكثيرة الواقعة في مقابلة المعلومات الكثيرة في غاية السهولة.
الثالث : إنه عند الحاجة إلى التعريف ، تدخل في الوجود ، وعند الاستغناء عن ذكرها تعدم. لأن الأصوات لا تبقى.
والقسم الثاني من طرق التعريف : الإشارة [إلا أن النطق أفضل من الإشارة لوجوه (٧)].
__________________
(١) الحروف (ط).
(٢) سقط (س ، ل ، طا).
(٣) المخارج فحصلت (م).
(٤) المخانق (م).
(٥) سقط (ط).
(٦) سقط (ط).
(٧) سقط (ط).