* وليس وراء الله للمرء مذهب *
ومنه حديث الشفاعة «يقول إبراهيم : إنّى كنت خليلا من وراء وراء» هكذا يروى مبنيّا على الفتح : أى من خلف حجاب.
ومنه حديث معقل «أنه حدّث ابن زياد بحديث ، فقال : أشيء سمعته من رسول الله صلىاللهعليهوسلم أو من وَرَاءَ وراءَ؟» أى ممّن جاء خلفه وبعده.
وفى حديث الشّعبىّ «أنه قال لرجل رأى معه صبيّا : هذا ابنك؟ قال : ابن ابنى. قال : هو ابنك من الوراء» يقال لولد الولد : الْوَرَاءُ.
(ه) وفيه «لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلىء شعرا» هو (١) من الْوَرْي : الدّاء ؛ يقال : وُرِيَ يُورَى (٢) فهو مَوْرِيٌ ، إذا أصاب جوفه الدّاء.
قال الأزهرى : الْوَرْيُ ، مثال الرّمى : داء يداخل الجوف. يقال : رجل مَوْرِيٌ ، غير مهموز.
وقال الفرّاء : هو الْوَرَى ، بفتح الراء.
وقال ثعلب : هو بالسّكون : المصدر ، وبالفتح : الاسم.
وقال الجوهرى : «وَرَى القيحُ جوفه يَرِيَهُ وَرْياً : أكله».
وقال قوم : معناه : حتى يصيب رئته. وأنكره غيرهم ؛ لأنّ الرّئة مهموزة ، وإذا بنيت منه فعلا قلت : رآه يرآه فهو مرئىّ.
وقال الأزهرى : إنّ الرِّئَةَ أصلها من وَرَى ، وهى محذوفة منه. يقال : وَرَيْتُ الرجل فهو مَوْرِيٌ ، إذا أصبت رئته. والمشهور فى الرئة الهمز.
(س) وفى حديث تزويج خديجة «نفخت فَأَوْرَيْتَ» يقال : وَرَى (٣) الزّند يَرِي ، إذا
__________________
(١) هذا قول أبى عبيد ، كما ذكر الهروى.
(٢) فى الأصل : «ورى يورى» وأثبتّ ضبط ا ، واللسان ، والهروى.
(٣) ضبط فى الأصل : «ورى» وأثبته بالفتح من ا. وهو من باب وعد. وفى لغة : ورى يرى. بكسرهما. قاله فى المصباح.