الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (٨٦) لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٨٧)) [٨١ الى ٨٧]
(١) ضدّا : عدوا وشرّا وبلاء أو خلافا وعونا عليهم.
(٢) أزّا : الأزّ هو الإزعاج والهزّ أو الإغراء بشدة. والكلمة في الآية بمعنى أن الشياطين يجرّون الكفار إليهم جرّا ويحركونهم أو يسيّرونهم أو يغرونهم بشدة ليسقطوهم في الشرك والضلال.
(٣) إنما نعدّ لهم عدا : بمعنى إنما نمهلهم ونحصي عليهم أعمالهم.
(٤) وفدا : أوّلها المؤولون بمعنى ركبانا. والمتبادر أن القصد من التعبير هو أنهم يأتون إلى الله مكرمين كما تكون الوفود التي تفد على الملوك فتحاط بالعناية والترحيب.
في الآيات تقريع وتبكيت للكافرين وإنذار لهم وخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم بسبيل التثبيت والتطمين : فلقد اتخذ الكفار آلهة غير الله للانتصار والاعتزاز بهم ولكنهم سوف يتنصلون منهم وينكرون عبادتهم ويقفون منهم موقف الضد والعداء والخلاف والخذلان. ولقد كان من أمرهم أن اختاروا الكفر على الإيمان والشرك على التوحيد ، فتركهم الله للشياطين يجرونهم بقوة إلى الارتكاس فيما يزينونه لهم من طرق الغواية والضلال. وليس من موجب للاستعجال في أمرهم ؛ فإذا كان الله تعالى لا يعجل بعذابهم فليس ذلك عن إهمال وإنما هو إمهال يحصي خلاله عليهم أنفاسهم وأعمالهم ليحاسبهم عليها في اليوم الذي يفد فيه المتقون على الله تعالى محاطين بالرعاية والتكريم بينما يساق المجرمون فيه إلى جهنم عطاشا متعبين ، وتكون لهم المقام الذي ينزلون والمنهل الذي يردون ؛ ولن تنفع الشفاعة يومئذ ، إلّا الذين عاهدوا الله من قبل على الإيمان والخضوع ووفوا بعهده.
والآيات غير منقطعة عن السياق السابق كما هو المتبادر ، وإنما فيها انتقال من الخاص إلى العام. فالفصول السابقة حكت مواقف وأقوالا خاصة للكفار فأتبعت بهذه