ولقد روى الإمام مالك أن عمر بن الخطاب كان يقرأ القرآن على غير وضوء. والمتبادر أنه كان يقرأ من حفظه. وفي هذا سنة راشدية تواتر العمل بها ، وليس بينها وبين النص القرآني والحديث النبوي تعارض.
(أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦)) [٨١ الى ٩٦]
(١) مدهنون : مكذبون له أو مترددون فيه.
(٢) تجعلون رزقكم أنكم تكذبون : تجعلون واجب شكركم على ما رزقكم الله تكذيب ما يؤكد وقوعه ، أو تجعلون كل حظكم من الخير أو كل همّكم تكذيب ما يؤكد الله وقوعه.
(٣) لو لا : هنا للتنديد والتحدي بمعنى هلّا.
(٤) إذا بلغت الحلقوم : إذا بلغت روح المرء حلقومه ، والجملة كناية عن الاحتضار.
(٥) غير مدينين : غير مبعوثين للجزاء ، أو غير مدينين في حياتكم ومماتكم لأحد أو غير مربوبين ومملوكين لأحد ، على اختلاف الأقوال.
(٦) ترجعونها : الضمير عائد لروح المحتضر حينما تصل إلى الحلقوم.
(٧) روح : هنا بمعنى الراحة أو الرحمة.
الآيات استمرار للسياق. والخطاب موجه إلى الكفار المكذبين مثل الآيات السابقة.