توكيد وتوضيح ما احتوته من أوامر ووصايا ربانية منها ما ورد في الصحاح ومنها ما لم يرد ، وقد رأينا أن نجاريهم فنورد بعض ما ورد في كتب الصحاح منها كأمثلة للتساوق بين التلقين القرآني والتلقين النبوي. ففي صدد برّ الوالدين روى مسلم والترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «رغم أنفه ثمّ رغم أنفه ثمّ رغم أنفه. قيل يا رسول الله من قال من أدرك والداه عنده الكبر أحدهما أو كلاهما ثمّ لم يدخل الجنّة» (١) وروى الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال «رضا الرّبّ من رضا الوالد وسخط الرّبّ من سخط الوالد» (٢).
وفي صدد البرّ بالأرحام وذوي القربى روى البخاري ومسلم حديثا عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من سرّه أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه» (٣) وروى البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم قال «قال النّبي صلىاللهعليهوسلم لا يدخل الجنّة قاطع رحم» (٤).
وفي صدد (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ) أورد ابن كثير حديثا قال إنه في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر قالت «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنفقي هكذا وهكذا ، ولا توعي فيوعي الله عليك ، ولا توكي فيوكي الله عليك».
وفي صدد (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى) أورد ابن كثير حديثا عن مالك الطائي عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من ذنب بعد الشّرك أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا تحلّ له».
وفي صدد (وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) روى البخاري ومسلم عن عبد الله ابن مسعود قال : «قلت يا رسول الله أيّ الذنب أعظم ، قال أن تجعل لله ندّا وهو
__________________
(١) التاج ج ٥ ص ٤ و ٦.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه ص ٩ و ١٠.
(٤) المصدر نفسه.