السلام هي الجنة. وقال البغوي إلى هذا وقيل إن الجنة وصفت بدار السلام لأن أهلها يحيي بعضهم بعضا والملائكة يحيونهم بالسلام على ما جاء في آيات عديدة منها الآية [١٠] من هذه السورة.
على أنه يتبادر لنا مع ذلك أن التعبير ينطوي على معنى تطمين عام بأن الله تعالى إنما يدعو الناس إلى كل ما فيه سلامهم ونجاتهم وطمأنينتهم وأمنهم والله أعلم.
(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٦) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٧)) [٢٦ الى ٢٧]
(١) يرهق : يغشى أو يلمّ أو يلحق أذى وشدة ، والإرهاق أن يحمل الإنسان على ما لا يطيقه ، وفي سورة الكهف آية فيها هذا المعنى : (وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً) (٧٣).
(٢) قتر : دخان النار وسخامها.
(٣) عاصم : مانع أو ملجأ ويمنع العذاب عن مستحقه.
في الآيات بيان لمصير المحسنين والمسيئين في الآخرة ، فللأولين الحسنى وزيادة ، فلا يغشى وجوههم قتر النار ولا تتلوث بسخامها ولا يصيبهم هوان ويكونون خالدين في الجنات ، وللآخرين جزاء سيء من جزاء عملهم ولهم الذل والهوان ولن يجدوا لهم من الله عاصما ، ويشتد سواد وجوههم من القتر والسخام ويكونون خالدين في النار.
والآيات جاءت كما هو المتبادر معقبة على سابقاتها وهي والحالة هذه