(بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (١١) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (١٢) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (١٣) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (١٤)) [١١ الى ١٤]
(١) أعتدنا : أعددنا وهيأنا.
(٢) تغيظا : هياجا وغليانا شديدين.
(٣) زفيرا : كناية عن الصفير الذي يخرج من النار إذا اشتدّ ضرامها واستعارها.
(٤) مقرنين : مقرون بعضهم إلى بعض أو مقيدون بالقيود.
(٥) ثبورا : هلاكا ومعنى (دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً) تمنوا الهلاك وطلبوه.
في الآية الأولى تقرير لواقع أمر الكفار وبواعث مكابرتهم وعنادهم وهو تكذيبهم اليوم الآخر حيث أدّى ذلك إلى عدم مبالاتهم بما ينذرون ويوعدون ؛ وإنذار لهم ولأمثالهم المكذبين المنكرين بالنار التي أعدّها الله لهم.
أما الآيات التالية لها فقد جاءت استطرادية لتصف هذه النار وما يلقى المكذّبون المنكرون فيها. فلسوف تكون شديدة الاستعار والالتهاب والهياج ، ولسوف يكون لها من الزفير المدوي ما تهلع له القلوب. ولسوف يساقون إليها مقيدين بالأغلال ويحشرون فيها حشرا من شدّة الضيق والزحام ولسوف يتمنون الموت والهلاك ويطلبونه لشدّة ما يلقون من عذاب فلا ينالونه بل يقال لهم على سبيل السخرية إنكم لسوف تطلبونه كثيرا.
ووصف عذاب المكذبين رهيب وأسلوب الآية الأخيرة لاذع ومن شأن ذلك إثارة الرعب في السامعين وبخاصة للمكذبين وهو مما استهدفته الآيات كما هو المتبادر.
وواضح أن الآيات متصلة بالسياق السابق واستمرار له.