وقال تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) (٢٦).
قالوا : «مسنون» بمعنى متغيّر.
وقال الزمخشري : بمعنى مصوّر ، كأنه أفرغ الحمأ ، فصوّر منه تمثال إنسان أجوف فيبس ؛ حتى إذا نقر ، صلصل.
أقول :
إن قول من قال : إن «المسنون» المتغيّر ، كأنه أدرك أن «المسنون» جاءت عليه «السنون» فغيرته!
٦ ـ وقال تعالى : (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (٣٦).
الإنظار بمعنى الإمهال ، وهذا يعني أن زيادة الهمزة أفادت خصوصية دلالية ليست في الأصل «نظر».
وجوابه سبحانه وتعالى على سؤال إبليس : (قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) (١٥) [الأعراف / ١٥].
٧ ـ وقال تعالى : (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) (٥٢).
أريد أن أشير إلى أن كلمة «ضيف» من الأسماء التي تكون مفردا وجمعا ، وهي في كلام الله قد وردت جمعا في آيات عدة.
على أن من المفيد أن نشير إلى أن «الضيف» في العربية المعاصرة ، يدل على الإفراد ، وجمعه ضيوف وأضياف.
٨ ـ وقال تعالى : (إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) (٦٠).
أريد ب «الغابرين» الباقين في المدينة ، أي قضى أن يهلكها كما يهلك الآخرين من أهل المدينة.
أقول والفعل غبر قد مرّ بنا ، وأشرنا إليه بما فيه الكفاية ، ولكننا عدنا ثانية لنشير إلى هذا المعنى وهو البقاء والمكوث.
٩ ـ وقال تعالى : (وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ (٧٨) فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) (٧٩).
أصحاب الأيكة هم قوم شعيب (ع) ، «وإنهما» يعني قوم لوط (ع) والأيكة. وقيل : الضمير للأيكة ومدين ، لأنّ شعيبا كان مبعوثا إليهما ، فلما ذكر الأيكة دلّ بذكرها على مدين فجاء بضميرهما.
وقوله تعالى : (لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) (٧٩)