وقد ترجم ابن هشام للضحاك بن خليفة بأنه كان منافقا ومثبطا للمسلمين في غزوة تبوك .. قال في السيرة ج ٤ ص ٩٦ :
(قال ابن هشام : وحدثني الثقة عمن حدثه ، عن محمد بن طلحة بن عبد الرحمن ، عن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن حارثة ، عن أبيه ، عن جده ، قال : بلغ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أن ناسا من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم اليهودي ، وكان بيته عند جاسوم ، يثبطون الناس عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم في غزوة تبوك ، فبعث إليهم النبي صلىاللهعليهوسلم طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه ، وأمره أن يحرق عليهم بيت سويلم ، ففعل طلحة ، فاقتحم الضحاك بن خليفة من ظهر البيت ، فانكسرت رجله ، واقتحم أصحابه فأفلتوا ، فقال الضحاك في ذلك :
كادت وبيت الله نار محمد |
|
يشيط بها الضحاك وابن أبيرق |
وظلت وقد طبقت كبس سويلم |
|
أنوء على رجلي كسيرا ومرفقي |
سلام عليكم لا أعود لمثلها |
|
أخاف ومن تشمل به النار يحرق |
قال ابن إسحاق : ثم إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جد في سفره ، وأمر الناس بالجهاز والانكماش ، وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله ...) انتهى.
وروى الطبري عن الضحاك هذا في تاريخه ج ٢ ص ٤٥٩ رواية قد تدل على أنه حضر السقيفة! قال الطبري :
(حدثنا عبيد الله بن سعيد قال حدثنا عمي قال أخبرنا سيف بن عمر عن سهل وأبي عثمان عن الضحاك بن خليفة قال : لما قام الحباب بن المنذر انتضى سيفه وقال أنا جذيلها المحكك وغذيقها المرجب أنا أبو شبل في عرينة الأسد يعزى إليّ الأسد ، فحامله عمر فضرب يده فندر السيف ، فأخذه ثم وثب على سعد ، ووثبوا على سعد وتتابع القوم على البيعة وبايع سعد ، وكانت فلتة كفلتات الجاهلية قام أبو بكر دونها! وقال قائل حين أوطئ سعد : قتلتم سعدا! فقال عمر قتله الله إنه منافق! واعترض عمر بالسيف صخرة فقطعه) انتهى.