قال ابن الأثير في أسد الغابة ج ٢ ص ٢٢١ :
(زيد بن ثابت ... وكان عمره لما قدم النبي صلىاللهعليهوسلم المدينة إحدى عشرة سنة وكان يوم بعاث ابن ست سنين وفيها قتل أبوه ، واستصغره رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر فرده وشهد أحدا وقيل لم يشهدها وإنما شهد الخندق أول مشاهده وكان ينقل التراب مع المسلمين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنه نعم الغلام وكانت راية بني مالك بن النجار يوم تبوك مع عمارة بن حزم فأخذها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ودفعها الى زيد بن ثابت فقال عمارة يا رسول الله بلغك عني شىء قال لا ولكن القرآن مقدم وزيد أكثر أخذا للقرآن منك!!) انتهى.
أما الشهادات بعلمه فكثيرة .. روى أحمد وغيره شهادة من النبي صلىاللهعليهوآله لزيد بأنه أعلم الأمة بالرياضيات .. قال في مسنده ج ٣ ص ٢٨١ :
(عن أنس بن مالك عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال ارحم أمتي بأمتي أبو بكر ، وأشدهم في دين الله عمر. وقال عفان مرة : في أمر الله عمر ، وأصدقهم حياء عثمان ، وأفرضهم زيد بن ثابت ، وأقرؤهم لكتاب الله أبيّ بن كعب ، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل. ألا وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح ، رضي الله عنهم أجمعين). ورواه في كنز العمال ج ١١ ص ٦٤١ وقال في مصادره (حم ، ت ، ن ه ، حب ، ك ، هق ـ عن أنس) انتهى.
وينبغي أن نسجل هنا أن عرب الحجاز لم يكونوا يجيدون الرياضيات والحساب ، بمن فيهم أكثر الصحابة .. فقد روت مصادر الحديث تحير الصحابة والخليفة عمر في مسائل الإرث وحساب سهام الورثة وارتباكه في إرث الكلالة .. لذلك كان يوجه الناس الى تعلم الفرائض أي حساب سهام الإرث في الصور المختلفة ، وينهاهم عن البحث في المسائل العقائدية والمسائل المستحدثة .. فقد روى الحاكم في المستدرك ج ٤ ص ٣٣٣ :
(... عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى أبي موسى الأشعري إذا لهوتم فالهو بالرمي ، وإذا تحدثتم فتحدثوا بالفرائض. هذا وإن كان موقوفا فإنه صحيح الإسناد).