عثمان على الكوفة بعد الوليد بن عقبة بن أبي معيط وغزا طبرستان فافتتحها ، وغزا جرجان فافتتحها سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين ، وانتقضت أذربيجان فغزاها فافتتحها ... وانقطع عقب أبي أحيحة إلا من سعيد هذا ، وقد قيل إن خالد بن سعيد أعقب أيضا). وترجم له البخاري في تاريخه ج ٣ ص ٥٠٢ ، والرازي في الجرح والتعديل ج ٤ ص ٤٨. ومن الطريف أن ابنه عمرو بن سعيد هذا كان أحد المعارضين لبني أمية ، وهو عمرو بن سعيد الأشدق الذي قتله عبد الملك بن مروان!
وروى ابن الأثير أن عمه أبان كان في لجنة جمع القرآن أيضا .. قال في أسد الغابة ج ١ ص ٣٧ (وقال الزهري إن أبان بن سعيد بن العاص أملى مصحف عثمان على زيد بن ثابت بأمر عثمان) لكن روي أنه توفي قبل هذا التاريخ.
وقال في ترجمة عمه خالد في ج ٢ ص ٨٢ :
(خالد بن سعيد بن العاص ابن أمية بن عبد شمس ... قالت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص كان أبي خامسا في الإسلام. قلت من تقدمه؟ قالت علي بن أبي طالب وأبو بكر وزيد بن حارثة وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم. وكان سبب إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف على شفير النار فذكر من سعتها ما الله أعلم به ، وكان أباه يدفعه فيها ورأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم آخذا بحقويه لا يقع فيها ، ففزع وقال أحلف أنها لرؤيا حق ...
وعلم أبوه إسلامه فأرسل في طلبه من بقي من ولده ولم يكونوا أسلموا فوجدوه فأتوا به أباه أبا أحيحة سعيدا فسبه وبكّته وضربه بعصا في يده حتى كسرها على رأسه وقال : اتبعت محمدا وأنت ترى خلافه قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم؟!! قال قد والله تبعته على ما جاء به! فغضب أبوه ونال منه وقال : اذهب يا لكع حيث شئت والله لأمنعنك القوت ، فقال خالد : إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به! فأخرجه وقال لبنيه لا يكلمه أحد منكم إلا صنعت به ما صنعت بخالد ، فانصرف خالد الى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكان يلزمه ويعيش معه ... وهاجر خالد الى الحبشة ومعه امرأته أميمة بنت خالد الخزاعية وولد له بها ابنه سعيد بن خالد وابنته أم خالد واسمها أمة ، وهاجر معه الى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد