وقال في ج ٨ ص ١٥٥ :
(باب قول الله تعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) ... عن ابن عمر أنه سمع النبي صلىاللهعليهوسلم يقول في صلاة الفجر رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا ولك الحمد في الأخيرة ، ثم قال : اللهم العن فلانا وفلانا. فأنزل الله عزوجل (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) انتهى.
والمرة الوحيدة التي سمى فيها البخاري بعض الملعونين رواية رواها عن ابن أبي سفيان! ومن الطبيعي أن يحذف منها اسم أبيه!! قال في ج ٥ ص ٣٥ :
(وعن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالم بن عبد الله يقول كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحرث بن هشام فنزلت : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) الى قوله (فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ).
وأورد في ج ٧ ص ١٦٤ روايات يوهم تسلسلها أن الآية نزلت ردا على دعاء النبي على أبي جهل ، مع أن أبا جهل قتل في بدر والآية نزلت على أقل تقدير بعد بدر بسنة! قال البخاري :
(باب الدعاء على المشركين. وقال ابن مسعود قال النبي صلىاللهعليهوسلم اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف وقال اللهم عليك بأبي جهل. وقال ابن عمر دعا النبي صلىاللهعليهوسلم في الصلاة اللهم العن فلانا وفلانا حتى أنزل الله عزوجل (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ!) ..
... عن أبي هريرة أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا قال سمع الله لمن حمده في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت اللهم أنج عياش بن ربيعة اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين. اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف) انتهى.
والنتيجة من روايات البخاري فقط أن الآية نزلت عدة مرات .. من أجل أشخاص أو فئات متعددين .. وفي أوقات متفاوتة!! أما إذا جمعنا أسباب نزولها عند البخاري وغيره ، فقد تبلغ عشرين مناسبة متناقضة في الزمان والمكان والأشخاص الملعونين!! راجع سنن النسائي ج ٢ ص ٢٠٣ ومسند أحمد ج ٢ ص ٩٣ و ١٠٤ و ١١٨ و ١٤٧ و ٢٥٥