** (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة وفيه تهكم بهم في إرادتهم إبطال الإسلام بقولهم في القرآن هذا سحر كمن ينفخ في نور الشمس ليطفئه والله متم الحق ومبلغه غايته .. وبأفواههم : أي بطعنهم فيه.
** سبب نزول الآية : قال ابن عباس رضي الله عنهما ـ : إن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أبطأ عليه الوحي أربعين يوما فقال كعب ابن الأشرف : يا معشر اليهود .. أبشروا .. فقد أطفأ الله نور محمد فيما كان ينزل عليه وما كان ليتم أمره .. فحزن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة واتصل الوحي بعدها المعنى : يطفئوا بتكذيبهم الرسل شرع الله أي دينه والله مظهر نوره أي دينه وكتابه.
** (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة عشرة .. أي من جنودي المتوجهون إلى نصرة دين الله بمعنى من أنصاري من الأنصار الذين يختصون بي ويكونون معي في نصرة دين الله. وإلى : حرف جر للمصاحبة وهو هنا عند الأخفش بمعنى : مع الله بتقدير : من أنصاري منضمين إلى الله وقيل : لا يجوز الإنابة لأنه لا يطابق الجواب بدليل قراءة من قرأ : من أنصار الله .. بل هي على معنى : من ينضاف إلى النصر إلى الله .. وإضافة «أنصاري» خلاف إضافة «أنصار الله» فإن معنى «نحن أنصار الله» هو نحن الذين ينصرون الله .. ومعنى «من أنصاري» هو من الأنصار الذين يختصون بي ويكونون معي في نصرة الله وقالوا : نحن الذين ينصرون دين الله معك و «الحواريون» هم أصحاب عيسى ـ عليهالسلام ـ وكان عددهم اثني عشر رجلا مفردها : حواري وهو الناصر وقيل : ناصر الأنبياء. وهو أيضا الناصح. قال النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «الزبير ابن العوام ابن عمتي وحواري من أمتي».
(يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجار والمجرور «في سبيله» متعلق بيقاتلون والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه بمعنى في سبيل دينه.
(صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) : حالان متداخلتان أي إن معنى الأولى مشتمل على معنى الثانية .. الاولى منصوبة بالفتحة المنونة والثانية جملة في محل نصب و «صفا» بمعنى «صافين» أنفسهم أو بمعنى : مصفوفين. كأن : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إن» يفيد التشبيه. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل نصب اسم «كأن». بنيان : خبر «كأن» مرفوع بالضمة المنونة. مرصوص : صفة ـ نعت ـ لبنيان مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المنونة بمعنى : كأنهم في تراصهم من غير فرجة ولا خلل.
(وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) (٥)