وسائحات : بمعنى : صائمات .. ومعنى «ثيبات» هو متزوجات سابقا فأصبحن أرامل وعكسها : أبكار جمع «بكر» أي عذراء بمعنى : غير متزوجات سابقا .. وسائحات بمعنى : صائمات وسمي الصائم سائحا لأنه يسيح في النهار بلا زاد .. أو معناه : مهاجرات .. أي أن السائح لا زاد معه فلا يزال ممسكا إلى أن يجد ما يطعمه .. فشبه به الصائم في إمساكه إلى أن يجيء وقت إفطاره .. وسائحات : جمع سائحة وعن زيد بن أسلم : لم تكن في هذه الأمة سياحة إلا بالهجرة. وقد كانت نساء النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أمهات المؤمنين ولم تكن على وجه الأرض نساء خير منهن .. أما قوله تعالى عنهن : (يُبْدِلَهُ أَزْواجاً خَيْراً مِنْكُنَّ) فلأنه إذا طلقهن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لعصيانهن له وإيذائهن إياه لم يبقين على تلك الصفة .. وكان غيرهن من الموصوفات بهذه الأوصاف مع الطاعة لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ والنزول على هواه ورضاه خيرا منهن وقد عرض بذلك في قوله : «قانتات» أي مواظبات على الطاعة لأن القنوت هو القيام بطاعة الله وطاعة الله في طاعة رسوله. و «سائحات» اسم فاعلات للفعل «ساح» نحو : ساح في الأرض ـ يسيح ـ سيحا وسيوحا وسياحة وسيحانا ـ بفتح الياء .. من باب «باع» بمعنى : ذهب. وفي الحديث : «لا سياحة في الإسلام» ويقال للماء الجاري : سيح ، تسمية بالمصدر و «السائح» هو اسم الفاعل المذكر وجمعه : سائحون وسياح ـ بضم السين وتشديد الياء ـ وليس «سواحا» كما يخلط كثير من الناطقين بالضاد بين هاتين اللفظتين لأن فعلها : ساح ـ يسيح ـ وليس ـ ساح ـ يسوح ـ فاللفظة «سائح» تجمع جمع مذكر سالما وهو «سائحون» وجمع تكسير وهو «سياح» أما «سواح» فهي لفظة عامية .. أما «السياح» بفتح السين فهو من ألفاظ المبالغة ـ فعال بمعنى فاعل ـ أي الكثير النزهة. ويقال : ساح الماء ـ يسيح سيحا : بمعنى جرى على وجه الأرض فهو سائح : أي جار وساح الرجل ـ يسيح ـ سيحا وسياحة .. «فهو سائح» بمعنى : جال أو طاف في البلدان للنزهة أو ذهب في الأرض للعبادة فجاءت الياء في الفعل المضارع وفي مصدره لتؤكد أن أصل الهمزة في اسم الفاعل «سائح» هو ياء وليس واوا أما إذا كان أصل الهمزة في اسم الفاعل واوا مثل «صائم» فعله ـ صام ـ يصوم ـ أو قائم من «يقوم» أو صائغ من «يصوغ» فيكون جمعه بالواو فيقال هؤلاء صوام وقوام وصواغ لأن الفعل المضارع بالواو وليس بالياء ويجوز أن تقلب الواو في جمع اسم الفاعل ياء فيقال : صيام .. قيام .. صياغ.
** (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ) : ورد هذا القول في الآية الكريمة السادسة .. المعنى : احفظوا أو جنبوا أنفسكم وأهليكم نوعا من النار لا يتقد إلا بالناس الكفرة وبالأصنام المعبودة كما يتقد غيرها من النيران بالحطب. وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ هي حجارة الكبريت وهي أشد الأشياء حرا إذا أوقد عليها. عليها زبانية من الملائكة وأعوانهم أو خزنة النار من الملائكة عدتهم تسعة عشر غلاظ الخلق والطباع قساة أقوياء البدن أو غلاظ الأقوال شداد الأفعال وبعد حذف المضاف إليه «الأقوال» نون آخر المضاف «غلاظ» وكذلك «شداد».
** (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثامنة .. وفيه وصفت التوبة بالنصح على الاسناد المجازي لأن النصح صفة التائبين وهو أن ينصحوا بالتوبة أنفسهم ويجوز أن يراد بها توبة تنصح الناس .. من «فعول» بمعنى «فاعل» للمبالغة أي بالغة النصح. ومن معاني الفعل «نصح» : أخلص نحو : نصح العمل :