(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ) (٥)
(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ) : الفاء استئنافية. السين : حرف تسويف ـ استقبال ـ للقريب. تبصر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. الواو حرف عطف. يبصرون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وفي القول الكريم وعيد للكفار وتسلية لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
(بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) (٦)
(بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) : الباء حرف جر زائد. أي : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور. المفتون : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وهو مصدر بمعنى «الفتنة» لأن حكم مصدر الفعل حكم اسم مفعوله في التقدير لا في اللفظ أو يكون المفتون مبتدأ وما قبله خبره كقولهم «بمن مرورك» و «على أيهم نزولك» لأن الأول في معنى الظرف أو تكون الباء بمعنى «في» ويكون الجار والمجرور متعلقا بخبر مقدم والمفتون مبتدأ مؤخرا بمعنى : في أي الفريقين يوجد من يستحق هذا الاسم أي الجنون .. أبفريق المؤمنين أم بفريق الكافرين؟ وقيل : المفتون : بمعنى المجنون لأنه فتن : أي محن بمعنى : اختبر وامتحن بالجنون والجملة الاسمية لا محل لها لأنها استئنافية أو تكون في محل نصب مفعول «تبصر».
** (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى ويسطرون .. بتخفيف الطاء بمعنى : وما يكتب من كتب وقيل : ما يسطره الحفظة أي الملائكة التي تدون أعمال البشر .. وقيل : المعنى : وما يسطرون ـ بتشديد الطاء ـ بمعنى وما يؤلفون الأساطير ـ جمع أسطورة ـ أي ما يكتب أو هي الحديث الذي لا أصل له. واقسام الله جلت قدرته بالقلم هو تعظيم لشأن الكتابة التي تكتب بالقلم والكتابة هي أداة العلم والقلم هو رمز العلم وأداة المعرفة والفيصل بين العلم والجهل. وقال أكثر المفسرين : إن «الفاتحة» هي أول ما نزل من سور القرآن الكريم ثم سورة «القلم» إلا أن ابن عباس ومجاهدا ـ رضي الله عنهم ـ قالا : إن أول سورة نزلت هي سورة «العلق» وآيتها الأولى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وما بعدها : (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) صدق الله العظيم. وشبه الجملة «باسم ربك محله النصب على الحال : أي اقرأ مفتتحا باسم ربك