** (سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة .. وفيه شبه سبحانه القوم الصرعى بأصول نخل نخرة ساقطة .. وقيل : هذا التشبيه هو من التشبيه المطلق .. وهو أن يشبه شيء بشيء أو تكون على معنى : تنزع الناس فتتركهم كأعجاز نخل نخرة ساقطة متآكلة الأجواف .. وسخرها بمعنى : سلطها عليهم كما شاء أي سلط على عاد ريحا شديدة الصوت والتدمير والعصف .. و «حسوما» بمعنى : متتابعة جمع «حاسم» أو بمعنى : نحسات حسمت كل خير واستأصلت كل بركة.
** (وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة المعنى : وجاء طاغية مصر فرعون ومن تقدمه أي والأقوام الذين قبله لأن «من» مفردة اللفظ مجموعة المعنى. والمؤتفكات : هي قرى قوم لوط ـ عليهالسلام ـ سميت بذلك لأن الله تعالى قلبها على أهلها أي قلب عاليها سافلها لأنهم جاءوا بالخطإ أو بالفعلة الخاطئة وهي الشرك والفاحشة والأفعال المنكرة.
** (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة .. الصور : هو البوق .. قيل إن إسرافيل ينفخ في بوق يوم القيامة النفخة الأولى لإحياء الموتى إيذانا ببدء يوم القيامة. ويقال : إن إسرافيل من الملائكة المقربين هو أول من سجد لآدم .. أوكله الله تعالى النفخ في الصور يوم القيامة لحشر الناس ساعة الحساب. و «نفخة» هنا هي مصدر الفعل «نفخ» وهو منصوب إلا أنه رفع في الآية الكريمة لأنه نعت ـ وصف ـ فلهذا حسن رفعه. وقيل هو توكيد بالنعت وهو وسيلة من وسائل التوكيد إذا كان مفعولا مطلقا ـ مصدرا ـ لتوكيد الفعل وقيل : هو نعت يفيد التوكيد والمقصود بذلك هو «واحدة»
** (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة المعنى : ورفعت جملة الأرضين ـ جمع أرض ـ وجملة الجبال من جهاتها بريح فضرب بعضها ببعض حتى تندق وترجع كثيبا مهيلا وهباء منثورا. والدك : أبلغ من الدق. وقيل : فبسطتا بسطة واحدة فصارتا أرضا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ـ أي مكانا مرتفعا ـ من قولك : اندك السنام : إذا انفرش .. وهذه ناقة دكاء .. ومنه «الدكان» و «الدكة» هي المكان المرتفع يجلس عليه وهو «المسطبة» معرب و «الدكان» وقيل : هو معرب ويطلق على الحانوت وعلى الدكة التي يقعد عليها. فإن جعل «الدكان» بمعنى «الحانوت» جاز فيه التذكير والتأنيث فالحانوت هي الدكان. والدكان يطلق على الحانوت وعلى الدكة .. والفعلان «دق» و «دك» من باب «رد» أي بضم الحرف الثاني من مضارعه. نحو : دك الحائط ـ يدكه ـ دكا .. بمعنى سواه بالأرض.
** (وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة. المعنى : تنشق السماء وهو مسكن الملائكة و «ها» في أرجائها يعود على «السماء» : أي والملائكة على جوانبها وأطرافها بعد أن تشققت وتفرقت أجزاؤها ويحمل عرش ربك فوق رءوسهم يوم القيامة ثمانية أملاك ـ جمع ملك ـ ولهذا نون آخر المضاف «ثمانية» بعد حذف المضاف إليه «أملاك» أي بعد انقطاعه عن الإضافة. وقيل : المعنى المراد : والخلق الذي يقال له الملك ورد إليه الضمير مجموعا في قوله «فوقهم» على المعنى. وقيل : المراد بالملك : جنس الملك أي الملائكة. والفرق بين قوله «والملك» وبين أن يقال والملائكة هو أن «الملك» أعم من «الملائكة» بدليل القول : ما من ملك إلا