«البقرة» : (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) صدق الله العظيم. وهو سبحانه رب العرش وهو الإله الواحد في السماء وفي الأرض ومن هذا العرش الذي هو جرم كبير محيط بالكون تتنزل التدبيرات الإلهية.
** (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العشرين أي تقوم يا محمد أقل من ثلثي الليل .. وقد عبر سبحانه بلفظ «أدنى» الذي معناه : الأقرب لأن الأقرب إلى الشيء هو أقل بعدا منه .. كما عبر سبحانه عن الصلاة بالقراءة في قوله : فاقرءوا ما تيسر من القرآن .. بمعنى فصلوا قارئين ما يتيسر لكم من صلاة الليل لأن القراءة بعض أركان الصلاة كما عبر عنها بالقيام والركوع والسجود .. وقيل : هي قراءة القرآن بعينه. وقوله تعالى : (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ) هو كناية عن السفر في الأرض لطلب العلم والتجارة .. وقيل : سوى الله تعالى بين المجاهدين ـ المقاتلين في سبيل الله ـ والمسافرين لكسب الحلال. ولوحظ أن لفظتي «الصلاة» و «الزكاة» كتبتا في القرآن الكريم بالواو على لغة من يفخم وزيدت الألف بعدها تشبيها بواو الجماعة نحو : «صلوا» مثلا وفي الحديث : «رحم الله رجلا قال : يا أهلاه .. صلاتكم صيامكم زكاتكم مسكينكم يتيمكم جيرانكم لعل الله يجمعهم معه في الجنة.
** (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) : المعنى : كثير الغفران .. كثير الرحمة .. «فعول .. وفعيل بمعنى فاعل وهما من صيغ المبالغة. ولم يقل سبحانه : إنه غفور رحيم بل كرر الاسم ـ قدست أسماؤه ـ للتعظيم وللتأكيد.
(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) (٥)
(إِنَّا سَنُلْقِي) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل مدغم بنون «إن» مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» السين حرف تسويف ـ استقبال ـ نلقي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. والجملة الفعلية «سنلقي عليك قولا ..» في محل رفع خبر «إن».
(عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) : جار ومجرور متعلق بنلقي. قولا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ثقيلا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قولا» منصوب مثله بالفتحة المنونة أي القرآن الكريم لما فيه من الأوامر والنواهي والتكاليف.
(إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) (٦)
(إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. ناشئة : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الليل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة