سماعه. والتذكرة أيضا بمعنى : ما تستذكر به الحاجة وتأتي اللفظة بمعنى : الشهادة وتطلق أيضا على ورقة السفر والنقل وتجمع على تذاكر تلفظ «التذكرة» بكسر الكاف ولا يصح لفظها بفتح الكاف لأنها بفتح الكاف تكون مصدر الفعل «ذكر» نحو : ذكر الله ـ يذكره ـ ذكرا وتذكارا ـ بفتح التاء ـ بمعنى : سبحه ومجده .. أما «المذكرة» و «المفكرة» فتلفظان بكسر الكاف .. لأن كلا منهما اسم فاعل. وسميت مذكرة ـ وهي الدفتر .. الذي يدون فيه صاحبه ما يريد أن يتذكره ـ لأنها تذكر صاحبها بما يريد ولا يجوز لفظها «مذكرة» بفتح الكاف ـ اسم مفعول ـ لأن من معاني هذه اللفظة : المرأة المتشبهة بالذكور.
** (كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ .. فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ .. بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) : هذه الأقوال الكريمة هي نصوص الآيات الكريمة الخمسين .. الحادية والخمسين .. والثانية والخمسين .. وفي القول الكريم الأول شبه سبحانه وتعالى فرار الكفار من النبي الكريم وهربهم من سماع الذكر ـ القرآن ـ ونفورهم منه بالحمر ـ الحمير ـ الشديدة النفار ـ وقد فرت من الأسد أو من جماعة الرماة الذين يتصيدونها .. فرت هاربة مذعورة خائفة .. بل يريد كل واحد من المشركين أن يعطى كتابا مفتوحا خاصا به من الله منشورة معنونة باسمه. وقيل : بمعنى : قراطيس تنشر وتقرأ كالكتب التي يتكاتب بها.
** سبب نزول الآية : قال بعض المشركين : لئن كان محمد صادقا فليصبح تحت رأس كل رجل منا صحيفة فيها براءته وأمنه من النار. فنزلت هذه الآية الكريمة.
** (كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة والخمسين والهاء في «إنه» يعود على التذكرة السابقة (فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ) وإنما ذكر لأنها في معنى : الذكر والقرآن.
(وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) (٧)
(وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) : الواو عاطفة. لربك : جار ومجرور متعلق باصبر وعلامة الجر الكسرة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. الفاء استئنافية. اصبر : فعل أمر مبني على سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت بمعنى : ولوجه الله فاستعمل الصبر وقيل : اصبر على أذى المشركين. أو واصبر لأوامر ربك وتحملها.
(فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) (٨)
(فَإِذا نُقِرَ) : الفاء استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون متضمن معنى الشرط خافض لشرط متعلق بجوابه وجوابه هنا دل عليه الجزاء على معنى : عسر الأمر على الكافرين أي اصبر يا محمد على أذاهم فبين أيديهم يوم عسير يلقون فيه عاقبة أذاهم وتلقى فيه عاقبة صبرك