(وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) (٢)
الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها. اللوامة : صفة ـ نعت ـ للنفس مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. واللفظة اسم فاعل من صيغ المبالغة ـ فعالة بمعنى فاعلة ـ أي النفس الكثيرة اللوم لصاحبها إن بدا منه تقصير أو شرع بمعصية فتلومه على عدم الطاعة.
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) (٣)
(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ) : الجملة جواب القسم لا محل لها بتقدير : لتبعثن. الهمزة همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. يحسب : فعل مضارع مرفوع بالضمة. بمعنى : أيظن. الإنسان : فاعل مرفوع بالضمة أي هذا الكافر.
(أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) : أصلها : أن : أدغمت في «لن» و «أن» ملغاة لأن العرب إذا جمعت بين حرفين عاملين ألغت أحدهما. و «لن» حرف نفي ونصب واستقبال. نجمع : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن. عظامه : مفعول به منصوب بالفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه. أو تكون «أن» مخففة من «أن» الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف بتقدير : أنه لن .. وخبرها مفصول عنها بحرف نفي وجملة «لن نجمع عظامه» في محل رفع خبر «أن» و «أن» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر سد مسد مفعولي «يحسب» بمعنى : بلى نجمعها بعد تفرقها ورجوعها رميما ورفاتا بالتراب.
(بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) (٤)
(بَلى قادِرِينَ) : حرف جواب لا عمل له يجاب به عن النفي ويقصد به الإيجاب وهو هنا بمعنى الجمع أي بلى نجمعها و «قادرين» حال من الضمير في «نجمع» العظام أي قادرين على تأليف جمعها وإعادتها إلى التركيب الأول أي يكون عامل الحال هنا محذوفا جوازا لأنه دلت على حضور معناه قرينة حالية أي نجمعها وهو منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد.