المحذوفة المعوض عنها بالتنوين في محل جر بالإضافة. التقدير يومئذ يخسف القمر وتجمع الشمس والقمر يقول الإنسان .. والجملة الاسمية «أين المفر» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي إذ ذلك.
(أَيْنَ الْمَفَرُّ) : يعرب إعراب «أيان يوم القيامة» في الآية الكريمة السادسة. و «المفر» مصدر بمعنى : الفرار.
(كَلاَّ لا وَزَرَ) (١١)
(كَلَّا لا وَزَرَ) : حرف ردع وزجر أي ردع عن طلب المفر. لا : أداة نافية للجنس تعمل عمل «إن». وزر : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا بمعنى : لا ملجأ ولا منجى كائن. والجملة في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف فيقال له : كلا أي ارتدع ..
** (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ .. بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) : هذا القول الكريم هو نص الآيتين الكريمتين الثالثة والرابعة .. المعنى أيظن هذا المنكر للبعث أن لا نعيد جمع عظامه بعد ما تفرقت في الأرض وصارت رفاتا باليا؟ بلى نقدر على جمعها وتسوية أصابعه وأعضائه الأخرى. و «بلى» : حرف جواب يأتي ردا على نفي أو تقع جوابا لاستفهام منفي. أي يجاب به عن النفي ويقصد به الإيجاب وهو حرف تصديق مثل «نعم» وتختص بالإيجاب سواء كان ما قبلها مثبتا أو منفيا في حالة وقوعها بعد الاستفهام أي هي جواب للتحقيق توجب ما يقال لأنها ترك للنفي .. وهي حرف ضد «لا» فإذا قيل : ما قام وقلت في الجواب : بلى. فمعناه : إثبات القيام وإذا قيل : أليس كان كذا وقلت : بلى فمعناه : التقرير والإثبات ولا تكون إلا بعد نفي أما في أول الكلام وأما في أثنائه كما في الآية الكريمة المذكورة. فالتقدير : بلى نجمعها. وقد يكون مع النفي استفهام وقد لا يكون فهو أبدا يرفع حكم النفي ويوجب نقيضه وهو الإثبات كقوله تعالى في سورة «الأعراف» (وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا) لأنهم لو قالوا : نعم. لكان كفرا ومثله قوله تعالى في سورة «التين» : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) وعن النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه كان إذا قرأها قال : «بلى وأنا على ذلك من الشاهدين» بمعنى : نعم الله أحكم الحاكمين. ولهذا أصبح هذا القول ـ الجواب ـ مطلوبا في السنة النبوية.
** سبب نزول الآية : قال عدي بن ربيعة لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يا محمد حدثني عن يوم القيامة متى يكون أمره فأخبره الرسول فقال : لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك ولم أؤمن به .. أو يجمع الله هذه العظام بعد بلاها؟ فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة التي قبلها أي الآيتين الكريمتين الثالثة والرابعة.