هذه الآية الكريمة تعرب إعراب «فالعاصفات عصفا» بمعنى : والناشرات أجنحتهن في الجو عند نزولهن بالوحي أو الناشرات الشرائع في الأرض أو هن رياح الرحمة نشرت السحاب في الجو ومن ثم المطر.
(فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) (٤)
هذه الآية الكريمة تعرب إعراب «فالعاصفات عصفا» بمعنى : فرقن بما أو حين بين الحق والباطل أو برياح رحمة نشرن السحاب في الجو ففرقن بينه أو بسحائب نشرت الشرائع أو بالملائكة التي تنشر أو تنزل بالوحي ففرقن بين الحق والباطل أي فرقن بين من يشكر لله تعالى وبين من يتنكر له سبحانه.
(فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) (٥)
تعرب إعراب «فالعاصفات». ذكرا : مفعول به لاسم الفاعلات «الملقيات» منصوب بالفتحة المنونة أي فالملائكة الموحيات إلى الرسل ذكرا.
(عُذْراً أَوْ نُذْراً) (٦)
(عُذْراً أَوْ نُذْراً) : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من «عذر ـ يعذر ـ عذرا : إذا محا الإساءة. نذرا : معطوف بأو على «عذرا» ويعرب إعرابه ويجوز أن تكون «عذرا» جمع «عذير» بمعنى المعذرة و «نذرا» جمع «نذير» بمعنى : الإنذار أو بمعنى العاذر والمنذر وتكونا بدلين من «ذكرا» أو مفعولا لهما وعلى الوجه الآخر حالين أي عاذرين ومنذرين.
** (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : والملائكة المرسلات أي يقسم سبحانه بطوائف من الملائكة يرسلن بأوامره الكريمة وقيل : المراد بالمرسلات : الرياح متتابعات يتبع بعضها بعضا وقيل : إن «عرفا» هنا إما نقيض «النكر» أي أرسلن للإحسان والمعروف وإما بمعنى : متتابعة مأخوذة من عرف الفرس .. ولأن من أسماء «الخيل» : المرسلات أيضا. يقال : هذا فرس حصان : أي بين التحصين والتحصن .. وقيل : سمي حصانا لأنه لا يعدو إلا على كريمة أصيلة ثم كثر ذلك حتى سموا كل ذكر من الخيل حصانا وإن لم يكن عتيقا. وقيل : سمي الحصان الفرس العتيق لأن ظهره كالحصن لراكبه.