يبغضهم إلا منافق فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه ـ أو أبغضهم الله» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعلى ذكر «البغض» قال الشاعر :
أحبب حبيبك حبا رويدا |
|
فقد لا يعولك أن تصرما |
وأبغض بغيضك بغضا رويدا |
|
إذا أنت حاولت أن تحكما |
وعن الإغباب قال الشاعر :
عليك بإغباب الزيارة ؛ إنها |
|
إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا |
ألم تر أن القطر يسأم دائما |
|
ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا |
والمراد بقوله تعالى «فلله» هو : فهو لله أي في سبيل الله أو فلله الأمر فيه .. والمراد بذي القربى : ذي القرابة أي أقرباء الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من بني هاشم وبني المطلب الذين لا تحلل لهم الصدقة حفظا لمكانتهم ومنزلتهم .. وقيل : لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ينفق منه على أهله وأقربائه ولليتامى والمساكين ..
** (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) : ورد هذا القول الكريم في آخر الآية الكريمة التاسعة وقد أضيف «الشح» إلى «النفس» لأنه غريزة فيها أي ومن غلب ما أمرته به بمعونة الله .. وأفرد الفعل «يوق» والضمير ـ الهاء ـ في نفسه على لفظ «من» وجاء بصيغة الجمع في «أولئك هم المفلحون» على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموعة معنى. والشح هو أشد البخل .. قال الشاعر :
يمارس نفسا بين جنبيه كزة |
|
إذا هم بالمعروف قالت له مهلا |
أي إن نفس الرجل كزة حريصة على المنع واللؤم. والكزازة : هي اليبس والانقباض.
يقال : هذا رجل كز اليدين : إذا كان بخيلا. الشاعر يصف رجلا بالبخل والشح المطاع وأنه إذا هم يوما أن يسمح بمعروف قالت له نفسه : مهلا فيطيعها ويمتنع عن الخير. وقيل : ثلاثة تبغضهم الناس من غير ذنب إليهم : الشحيح والأكول والمتكبر : يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا لأنه كالواقف على التل.
** سبب نزول الآية : أخرج ابن المنذر عن زيد الأصم : أن الأنصار قالوا : يا رسول الله أقسم بيننا وبين إخواننا المهاجرين الأرض نصفين قال : لا .. ولكن تكفونهم المئونة وتقاسمونهم الثمرة والأرض أرضكم فقالوا : رضينا فأنزل الله تعالى : (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) بمعنى : سكنوا المدينة واعتقدوا الإيمان لأن الإيمان لا يتبوأ ..
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللهَ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) (٤)
هذه الآية الكريمة أعربت في الآية الكريمة الثالثة عشرة من سورة «الأنفال» بمعنى : ذلك الإجلاء لهم.
(ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الْفاسِقِينَ) (٥)