والجملة الاسمية «هم فيه مختلفون» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : مترددون.
(كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) (٤)
(كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) : حرف ردع وزجر لا محل له أي ردع للمتسائلين عن البعث هزؤا. السين حرف تسويف ـ استقبال ـ للقريب. يعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف مفعوله اختصارا بمعنى : سيعلمون أن ما يتساءلون عنه ويضحكون منه حق لأنه واقع لا ريب فيه. وفي القول الكريم وعيد للكفرة.
** (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. المعنى : عن أي شيء يتساءل المشركون أي مشركو مكة وغيرها أي عن أي شيء يسأل بعضهم بعضهم أو بعضا والضمير يعود على المسلمين والكافرين فسؤال المسلمين ليزدادوا خشية وإنما سؤال الكفار عن البعث بزيادة الاستهزاء والكفر ومعنى الاستفهام هنا تفخيم الشأن أو الشيء المتساءل عنه.
** سبب نزول الآية : أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الحسن البصري قال : لما بعث النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ جعلوا يتساءلون بينهم .. أي كان بعضهم يسأل بعضا عن البعث ويسألون عنه الرسول الكريم محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ استهزاء واستخفافا فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) وأجيبوا إنهم يتساءلون عن النبأ العظيم أي عن الخبر العظيم الهائل وهو يوم البعث وقيل : المتساءل عنه هو القرآن وقيل : نبوة الرسول الأمين ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
و «عم» أصله : عن ما .. وحذفت الألف طلبا للفصاحة لأن «ما» الاستفهامية إذا سبقت بحرف جر حذفت ألفها. قال الشاعر :
إلام الخلف بينكم إلام |
|
وهذه الضجة الكبرى علام |
** (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ .. ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم هو نصا الآيتين الكريمتين الرابعة والخامسة وهو حرف زجر وردع أي زجرهم الله تعالى قائلا إن المتسائلين عن البعث هزؤا سيعلمون أن ما يتساءلون عنه ويضحكون منه حق لأنه واقع لا ريب فيه وسيعلمون ما يحل بهم من البعث والحساب. وتكرير الردع مع الوعيد تشديد في ذلك و «ثم» معناه الإشعار بأن الوعيد الثاني أبلغ من الأول وأشد.
** (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة .. المعنى : وجعلنا منامكم راحة لأجسامكم من عناء العمل. ويقال : ليل نائم : بمعنى ينام فيه كقولهم : يوم عاصف .. وهم ناصب وهو فاعل بمعنى : مفعول فيه. ويقال : نام الرجل ـ ينام ـ نوما ومناما .. من باب «تعب» فهو نائم اسم فاعل وهم نوم على الأصل ونيم على لفظ الواحد ونيام أيضا. قال الفيومي : النوم : غشية ثقيلة تهجم على القلب فتقطعه عن المعرفة بالأشياء ولهذا قيل : هو آفة لأن النوم أخو الموت وقيل : النوم : مزيل للقوة والعقل وأما