(فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً) (٤)
تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة .. المعنى : التي تسبق إلى ما أمروا به. أو فالملائكة الذين يسبقون بأرواح الكافرين إلى مستقرها في النار وأرواح المؤمنين إلى الجنة.
(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) (٥)
(فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) : تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة. أمرا : مفعول به منصوب باسم الفاعلات «المدبرات» أي بفعله العامل المتعدي إلى المفعول وعلامة نصبه الفتحة المنونة. المعنى : المدبرات أمرا من أمور العباد مما يصلحهم في دينهم أو دنياهم. أي أمر عقابهم أو ثوابهم.
(يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) (٦)
(يَوْمَ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصب الفتحة. متعلق بجواب القسم المحذوف «لتبعثن» ويجوز أن يكون منتصبا بما دل عليه قوله تعالى (قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ) وجملة «ترجف الراجفة» في محل جر بالإضافة.
(تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ) : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الراجفة : فاعل مرفوع بالضمة. والراجفة : هي الواقعة التي ترجف عندها الأرض والجبال وهي النفخة الأولى وصفت بما يحدث بحدوثها.
** (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى المعنى : وحق الملائكة الذين ينزعون أرواح الكافرين إغراقا أي مبالغة في النزع ـ نزع الأرواح من الجسد فحذف المقسم به اختصارا وهو «وحق» أو و «رب» كما حذف المضاف إليه الموصول «الملائكة» وحلت الصفة «النازعات» محله. و «غرقا» مصدر ـ مفعول مطلق ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : تغرق غرقا : أي إغراقا في النزع.
** (يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة .. وقد ذكره الله تعالى على لسان الكفرة الجاحدين بالبعث متسائلين : هل نحن عائدون ـ أو معادون ـ بعد الموت بعد تحلل أجسادنا في التراب إلى الحياة مرة أخرى!؟ أو إلى الطريقة الأولى .. يقال : رجع فلان في حافرته : بمعنى : في طريقه التي جاء فيها فحفرها .. أي أثر فيها بمشيه فيها ـ جعل أثر قدميه حفرا كما قيل : حفرت أسنانه حفرا : إذا أثر الأكال في أسناخها ـ أي في منبتها ـ والخط المحفور في الصخر .. وقيل : حافرة .. كما قيل : عيشة راضية : أي منسوبة إلى الحفر والرضا أو كقولهم : نهارك صائم .. ثم قيل لمن كان في أمر فخرج منه