(وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ) : الواو عاطفة. ألقت : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصاله بتاء التأنيث الساكنة وتاء التأنيث لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. فيها : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : دفن. والجملة الفعلية «دفن فيها» صلة الموصول لا محل لها بمعنى : ورمت أي الأرض بما دفن في جوفها من الموتى والكنوز وعلى هذا المعنى حذف الجار وأوصل الفعل. وتخلت : معطوفة بالواو على «ألقت» وتعرب إعرابها بمعنى : وخلت غاية الخلو أي صارت خالية مما فيها.
(وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) (٥)
تعرب إعراب الآية الكريمة الثانية بمعنى : وأصغت لربها وانقادت في إلقاء ما في بطنها إلى ظاهرها وحق لها أن تستمع وتمتثل وتنصاع إلى أمر ربها.
** (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية .. المعنى : واستمعت له أي انقادت لأمر ربها وهي حقيقة بأن تنقاد لقدرته سبحانه ولا تمتنع .. يقال : أذن ـ له ـ يأذن ـ بالشيء .. من باب «طرب» أو «تعب» بمعنى : علم به وبمعنى استمع في قولنا : أذن له وهو من الباب نفسه. ويقال : حق بكذا فهو محقوق ـ اسم مفعول ـ وحقيق بمعنى : صار حقيقا به أي جديرا به .. وحقت في الآية الكريمة بمعنى : وجعلت حقيقة بانقيادها لأمر ربها وقدرته سبحانه فحذف المضاف «أمر» وحل المضاف إليها «ربها» محله.
** (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة عشرة .. المعنى : إنه اعتقد بأن لا يرجع إلى الله تعالى لتكذيبه بالمعاد .. يقال : لا يحور ولا يحول : أي لا يرجع ولا يتغير وعن ابن عباس : ما كنت أدري ما معنى «يحور» حتى سمعت أعرابيا يقول لبنت له : حوري. أي ارجعي وفي رواية : حتى سمعت أعرابية تقول لبنية لها : حوري.
** (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة عشرة .. والشفق هو الحمرة التي ترى في المغرب بعد سقوط الشمس. وقيل إن عتمة الليل هي ظلام أوله عند سقوط نور الشفق .. وقيل : إن «العتمة» من الليل : هي بعد غيبوبة الشفق إلى آخر الثلث الأول منه تلفظ كلمة «العتمة» بفتحتين متتاليتين ـ أي فتح العين والتاء ـ ولا تلفظ بسكون التاء وفتح وضم العين. و «الشفق» فيه عدة أقوال لعلماء اللغة .. قال الخليل : الشفق : هو الحمرة من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة .. فإذا ذهب قيل : غاب الشفق. وقال الفراء : سمعت بعض العرب يقول : عليه ثوب كالشفق وكان أحمر .. وقال ابن قتيبة :