الشفق الأحمر هو من غروب الشمس إلى وقت العشاء الآخرة ثم يغيب ويبقى الشفق الأبيض إلى نصف الليل. وقال الزجاج : الشفق هو الحمرة عن جماعة من الصحابة والتابعين وقول أهل اللغة وبه قال أبو يوسف ومحمد. وعن أبي هريرة أنه البياض وبه قال أبو حنيفة. ومنه قيل : أشفقت من كذا : أي حذرت وأشفقت على الصغير : أي حنوت عليه وعطفت والاسم : الشفقة واسم الفاعل شفق وشفيق.
** (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة عشرة .. المعنى : أقسم بالقمر كائنا إذا اجتمع واستوى ليلة أربع عشرة أي تم بدرا. وعن سهيل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو سبعمائة ألف لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم. بأن يدخلوا صفا واحدا دفعة واحدة. وجوههم على صورة القمر ليلة البدر». وقال الشاعر :
في ليلة البدر ما يدري معاينها |
|
أوجهها عنده أبهى أم القمر |
لو خليت لمشت نحوي على قدم |
|
تكاد من رقة للمشي تنفطر |
** (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة عشرة .. المعنى : لتلاقن حالا بعد حال مطابقة لها في الشدة والهول .. ويجوز أن يكون جمع «طبقة» وهي المرتبة من قولهم هو على طبقات ومنه طبق الظهر لفقاره .. على معنى تلاقن طبقات في الشدة بعضها أرفع من بعض وهي الموت وما بعده من مواطن القيامة وأهوالها .. وتطلق لفظة «الطبق» على «الغطاء» وأصل «الطبق» هو الشيء على مقدار الشيء مطبقا له من جميع جوانبه كالغطاء له ومنه يقال : أطبقوا على الأمر : إذا اجتمعوا عليه متوافقين غير متخالفين .. ويقال : أطبق الليل : بمعنى : أظلم واسم الفاعل : مطبق .. ويقال : أطبقت على المريض الحمى فهي مطبقة ـ بكسر الباء ـ ووردت كلمة «طبق» في قول الشاعر إمرئ القيس :
ديمة هطلاء فيها وطف |
|
طبق الأرض تحرى وتدر |
الوطف : هو السحاب المسترخي الجوانب لكثرة مائه. وقوله «طبق الأرض» أي تعم الأرض. وتحرى : بمعنى : تتوخى وتقصد .. وتدر : بمعنى : تغزر وتكثر .. أما «ديمة» فمعناها : مطر يدوم في سكون بلا رعد ولا برق. يقال : مطرتهم السماء بديمة وبديم «جمع ديمة» أي بمطر دائم في سكون .. وهطلاء : بمعنى : هاطلة ولا يقال في التذكير : سحاب أهطل كقولنا : هذه امرأة حسناء ولا نقول للرجل : أحسن. وقالت العرب عن المرأة الحسناء : إذا كانت بها مسحة من الجمال فهي امرأة وضيئة وجميلة .. وإذا كان حسنها ثابتا كأنه وسم فهي وسمية .. وإذا امتازت بحظ وافر من الحسن فهي قسيمة .. وإذا كان النظر إليها يسر الروح فهي امرأة رائعة .. وتسمى المرأة التي تفوق النساء بحسنها : امرأة باهرة .. وإذا كانت شابة حسنة الشكل فهي خود. وإذا كانت مديدة القامة مع الاعتدال فهي ممشوقة .. أما إذا استغنت بجمالها عن الزينة فهي غانية أي مستغنية.
** (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والعشرين .. بمعنى : لهم أجر غير مقطوع أو غير منقوص أو غير ممنون به .. من المن أي لا يمن به عليهم. يقال : من عليه ـ يمن ـ منا .. من باب «رد» ومن عليه : أي امتن عليه .. أما «المنية» فهي الموت واشتقاقها من مني له : أي قدر لأنها مقدرة