والمنية ـ بسكون النون جمعها منى ـ بضم الميم. أما «منى» بكسر الميم فهو موضع بمكة وقيل إن جبريل ـ عليهالسلام ـ أتى إبراهيم ـ عليهالسلام ـ فقال له : تمن يا إبراهيم فسميت المنطقة التي جاءه فيها : منى. وقيل : سميت «منى» لأن إبراهيم تمنى هناك أن يجعل الله مكان ابنه كبشا يأمره بذبحه وفي «منى» مسجد «الخيف» وروي أنه صلىاللهعليهوسلم قال : في ذلك المسجد بمنى سبعمائة نبي.
(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (٦)
(يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ) : أداة نداء. أي : منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الإنسان : بدل أو عطف بيان لأي مرفوع بالضمة على لفظ «أي» لا محله.
(إِنَّكَ كادِحٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إن». كادح : خبر «إن» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى جاهد أو ساع.
(إِلى رَبِّكَ كَدْحاً) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «كادح» بتأويل فعله والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه. كدحا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى إنك جاهد أو ساع إلى لقاء ربك وهو الموت وما بعده من الحال الممثلة باللقاء.
(فَمُلاقِيهِ) : الفاء عاطفة للتسبيب أو تكون واقعة في جواب «إذا». ملاقيه : معطوف على «كادح» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المقدر على الياء للثقل وهو مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه وهو من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله بمعنى فملاق له لا مفر لك منه وقيل : الضمير يعود على الكدح أو فملاقي ربه .. أو يكون الضمير في محل نصب مفعولا به بمعنى فملاق عملك من خير أو شر في ذلك اليوم الموعود.
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) (٧)
(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ) : الفاء استئنافية. أما : حرف شرط وتفصيل ـ تفصيل للعرض ـ من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.