(عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) : خبران ثان وثالث للمبتدإ «وجوه» أي أخبار متعددة ـ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة بمعنى : تعمل في النار عملا تنصب ـ أي تتعب ـ منه. أو تكونان صفتين لوجوه.
(تَصْلى ناراً حامِيَةً) (٤)
(تَصْلى) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة أخرى لوجوه ويجوز أن تكون في محل نصب حالا منها بعد أن وصفت وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي أي تدخل.
(ناراً حامِيَةً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. حامية : صفة ـ نعت ـ للموصوف «نارا» منصوبة مثلها بالفتحة المنونة.
(تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) (٥)
(تُسْقى) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة أخرى لوجوه فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي بمعنى : تشرب.
(مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) : جار ومجرور متعلق بتسقى. آنية : صفة ـ نعت ـ لعين مجرورة مثلها وعلامة جرهما ـ الموصوف والصفة ـ الكسرة المنونة بمعنى : من عين متناهية في الحر.
** (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة .. المعنى : وجوه يوم القيامة تعمل في النار عملا تنصب ـ أي تتعب ـ منه. يقال : نصب الرجل ينصب ـ نصبا .. من باب «تعب» بمعنى : أعيا وتعب.
** (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة. أي من شوك شديد المرارة كالسم القاتل ترعاه الإبل ما دام رطبا فإذا يبس تحامته ـ أي اجتنبته ـ وهو لا يسمن الأجسام الهزيلة ولا يشبع البطون الجائعة ومن هذه الآية الكريمة والآية الكريمة في سورة «الحاقة» : (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) أي من غسالة أهل النار وصديدهم .. من هاتين الآيتين يتبين أن العذاب ألوان والمعذبين طبقات .. فمنهم أكلة الزقوم ومنهم أكلة الغسلين .. ومنهم أكلة الضريع يعني أن طعامهم من شيء ليس من مطاعم الإنس وإنما هو شوك ـ والشوك مما ترعاه الإبل وتتولع به ـ وهذا نوع منه تنفر عنه