(وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) : معطوف بالواو على «الفجر» ويعرب إعرابه. إذا : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بحال محذوفة من «الليل» التقدير : أقسم بالليل كائنا إذا يسري. يسر : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة خطا واختصارا ولتشابه رءوس الآيات التي قبلها والكسرة دالة على الياء المحذوفة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى يسري فيه.
(هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) (٥)
(هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ) : حرف استفهام لا محل له. في : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والجار والمجرور متعلق بخبر مقدم محذوف. قسم : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة أي قسم كاف لصاحب عقل؟
(لِذِي حِجْرٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «قسم» وعلامة جر «ذي» الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف و «حجر» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى هل في إقسامي بهذه الأشياء إقسام لذي عقل.
** (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة .. المعنى : يمضي .. أو يذهب أي يسري فيه أو يقبل بعد النهار .. يقال : سرى ـ يسري ـ سرى ـ بضم السين ـ ومسرى وأسرى : إسراء : أي سار ليلا وجاء القرآن الكريم بالفعلين : الثلاثي والرباعي في آياته البينات وعن ابن عباس : حذفت ياء «يسري» في الدرج ـ أي في الكتابة ـ اختصارا واكتفاء عنها بالكسرة الدالة عليها .. وأما في الوقف فتحذف الياء مع الكسرة. قال أبو زيد : ويكون السرى أول الليل وأوسطه وآخره .. وقد استعملت العرب الفعل «سرى» في المعاني تشبيها لها بالأجسام مجازا واتساعا كقوله تعالى في هذه الآية الكريمة .. والمعنى : إذا يمضي .. وقيل : إذا سار وذهب. قال جرير :
سرت الهموم فبتن غير نيام |
|
وأخو الهموم يروم كل مرام |
وقال الفارابي : يقال : سرى فيه السم والخمر ونحوهما : بمعنى : أثرا فيه. وزاد ابن القطاع على ذلك بقوله : وسرى عليه الهم : أي أتاه ليلا وسرى همه : بمعنى ذهب. قال الفيومي : إن إسناد الفعل إلى المعاني كثير في كلام العرب .. نحو : طاف الخيال .. وذهب الهم وأخذه الكسل والنشاط. وقول الفقهاء : سرى الجرح إلى النفس .. معناه : دام ألمه حتى حدث منه الموت. وقطع كفه فسرى إلى ساعده : أي تعدى أثر الجرح وهذه الألفاظ