جارية على ألسنة الفقهاء وليس لها ذكر في الكتب المشهورة لكنها موافقة لما تقدم. قال الشاعر : أكل امرئ تحسبين امرأ ونار توقد بالليل نارا أي وتحسبين كل نار توقد بالليل نارا وهنا حذف المضاف وبقي المضاف إليه مجرورا على حالته بدون أن يعرب إعراب المضاف المحذوف وكان المحذوف معطوفا على مثله لفظا ومعنى. وأصله : تتوقد حذفت إحدى التاءين.
** (هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة. المعنى : هل في هذا الإقسام بهذه الأشياء حلف لصاحب عقل يعتبره ويؤكد به .. وسمي «العقل» حجرا لأنه يمنع ـ يحجر ـ الإنسان عما لا يليق به أو لا ينبغي .. نحو : حجر عليه ـ يحجر ـ حجرا .. من باب «قتل» بمعنى : منعه التصرف فهو محجور عليه والفقهاء يحذفون الصلة «عليه» تخفيفا لكثرة الاستعمال .. فيقولون : محجور ـ اسم مفعول ـ وهو سائغ. و «الحجر» بكسر الحاء هو العقل. وقال الفيومي : الحجر : هو حطيم مكة : أي جدار حجر الكعبة من جهة الميزاب : أي من جهة القناة وهو مسيل الماء في الوادي : أي هو ما حواه الحطيم المدار بالبيت الحرام. أما «الحجر» بفتح الحاء والجيم ـ وجمعه : أحجار وحجارة فمعروف .. يقال : ألقمه الحجر : بمعنى : أفحمه بجواب مسكت قاطع وبه سمي الرجل. قال بعضهم : ليس في العرب «حجر» بفتحتين اسما إلا أوس ابن حجر وأما غيره فيلفظ بضم الحاء وسكون الجيم. وهو من شعراء تميم في الجاهلية زوج أم زهير بن أبي سلمى ـ بضم السين ـ وهو أحد أصحاب المعلقات السبع .. وفي شعره حكمة ورقة. وله بيت شعر تبرز فيه أهمية الله سبحانه بالنسبة إلى آلهة الجاهلية :
وباللات والعزى ومن دان دينها |
|
وبالله إن الله منهن أكبر |
واشتهر الشاعر برزانته وحبه للسلام. وقد نظم معلقته ـ وهي الثالثة في المعلقات على أثر الحرب التي دارت رحاها بين عبس وفزارة بسبب سباق داحس والغبراء .. وهو دقيق الوصف متين التنسيق .. رزين : مترو .. يعتبر من أشعر شعراء عصره .. ميال إلى الحكم ولقب بالشاعر الحكيم وفي ديوانه سطر معلقته التي ذكر فيها حرب السباق المذكورة ومساعي بعضهم في سبيل الصلح ومدح بها المصلحين لحقن الدماء. وفي قصيدته كثير من المدح مع شيء من الهجاء والفخر وحذر الفريقين من شر الخيانة وإضمار الحرب .. وقد توسع في وصف الحرب ونتائجها المشئومة .. ثم ختم معلقته بحكمه التي استحق بها لقب «الشاعر الحكيم» و «حجرا» مصدر الفعل «حجر» يلفظ بتثليث الحاء. ويقال : حجرا له : بمعنى : دفعا. تقوله العرب عند الأمر الذي تنكره .. وقولهم «حجرا محجورا» كلمة يتكلمون بها عند لقاء عدو أو هجوم نازلة هائلة يضعونها موضع الاستعاذة حيث يطلبون من الله تعالى أن يمنع المكروه فلا يلحقهم لأن المستعيذ طالب من الله أن يمنع المكروه فلا يلحقه.
** (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ ..) إرم ذات العماد .. التى لم يخلق مثلها فى البلاد : هذه الأقوال الكريمة هي نصوص الآيات : السادسة .. السابعة .. والثامنة. المعنى : ألم تخبر كيف فعل الله ببني ـ أولاد عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ـ قوم ـ هود ـ أصحاب ـ سبط ـ إرم وأهل إرم إن أريد اسم قبيلتهم التي لم يوجد مثلها في البلاد و «ذات العماد» أي ذات العماد الرفيع أو الرفعة والثبات و «عاد» اسم قبيلة و «إرم» : اسم قبيلة وهو أيضا جد «عاد» وهو