وأرشدناه إلى طريقي الخير والشر ليختار أحدهما لنفسه. و «النجد» هو المكان المرتفع وأريد بهما في الآية الكريمة : الطريقان : الخير والشر.
(فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) (١١)
(فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) : الفاء استئنافية. لا : نافية لا عمل لها بمعنى «لم» أي فلم يقتحم العقبة كما في قوله تعالى (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) أي فلم يصدق ولم يصل. و «لا» تكرر إذا دخلت على فعل ماض وهي هنا مكررة لأن المعنى : فلا اقتحم العقبة فلا فك رقبة ولا أطعم مسكينا. وقال الزجاج : قوله (ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) يدل على معنى : فلا اقتحم العقبة ولا آمن. اقتحم : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. العقبة : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : فلم يشكر تلك الأيادي والنعم بالأعمال الصالحة. والاقتحام : هو الدخول والمجاوزة بشدة ومشقة. أو بمعنى فهلا اجتاز الطريق الصعب للاختيار بين فعل الخير وترك الشر.
(وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ) (١٢)
تعرب إعراب الآية الكريمة الثالثة من سورة «الحاقة» والواو هنا اعتراضية والجملة اعتراضية لا محل لها. بمعنى : وما أعلمك ما اجتياز الطريق الصعب الشاق؟
(فَكُّ رَقَبَةٍ) (١٣)
(فَكُّ رَقَبَةٍ) : خبر مبتدأ محذوف تقديره هي. مرفوع بالضمة. رقبة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. والجملة الاسمية تفسيرية لا محل لها أي فسر اقتحام العقبة بفك رقبة وفك رقبة : بمعنى تخليصها من رق أو غيره الأسر وما شابهه.
(أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) (١٤)
(أَوْ إِطْعامٌ) : معطوف بأو على «فك» ويعرب إعرابه وكلمتا «فك» و «إطعام» مصدرا : فك .. وأطعم.