الخامسة. وقالت العرب في أمثالها : استنوق الجمل : بمعنى : تشبه بالناقة أو صار ناقة يضرب المثل للرجل الذي يكون في حديث أو صفة شيء ثم يخلطه بغيره وينتقل إليه .. وأصل المثل أن طرفة بن العبد كان عند بعض الملوك والمسيب بن علس ينشده شعرا في وصف جمل ثم حوله إلى وصف ناقة فقال : طرفة : قد استنوق الجمل. قال تعالى في سورتي «الأعراف» و «هود» : (هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ) وناقة الله : هي ناقة امتحن الله بها طاعتهم إذ أمرهم أن لا يمسوها بسوء وأن يدعوها تأكل من حيث أرادت فلم يأبهوا بهذا الأمر وعقروها فأنزل الله بهم العذاب الموعود به على لسان نبيه لأنه سبحانه أمرهم بعدم لمسها فعقروها.
(وَالسَّماءِ وَما بَناها) (٥)
(وَالسَّماءِ وَما بَناها) : معطوفة بالواو على الآية الكريمة الأولى وتعرب إعرابها. الواو عاطفة. ما : اسم موصول بمعنى «من» مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على مجرور أي والسماء والقادر العظيم الذي بناها وهو الله عزوجل بمعنى والفاعل القادر على بنائها. بناها : الجملة الفعلية صلة الموصول «ما» لا محل لها وتعرب إعراب «تلاها» أو تكون «ما» مصدرية وجملة «بناها» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة بعد حذف المضاف أي ورب بنائها.
(وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) (٦)
معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى ومن بسطها وجعلها صالحة للعيش والمقام على سطحها.
(وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها) (٧)
تعرب إعراب الآية الكريمة الخامسة بمعنى ونفس والحكيم الباهر الحكمة الذي أحكم خلقتها أو ونفس وتسويتها.
(فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) (٨)
(فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) : الفاء عاطفة. ألهم : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول. فجور : مفعول به ثان منصوب