وقيل : الشتاء : جمع «شتوة» نقله ابن فارس عن الخليل ونقله بعضهم عن الفراء وغيره .. وقيل إنه مفرد علم على الفصل ولهذا جمع على «أشتية» وهذا «فعال على أفعلة» وهذا الجمع مختص بالمذكر وقال الفيومي : واختلف في النسبة إليه فمن جعله جمعا ـ أي جمع شتوة ـ قال في النسبة : شتوي ـ ردا على الواحد المفرد ـ وربما فتحت التاء فقيل : شتوي على غير قياس. ومن جعله مفردا نسب إليه على لفظه فقال : شتائي ويقال : شتونا بهذا المكان نشتو ـ شتوا : أي أقمنا به شتاء .. واشتينا : بمعنى : دخلنا في الشتاء .. وشتا اليوم : أي اشتد برده وقولهم هذا الطعام يشتينا تشتية : بمعنى : يكفينا لشتائنا ومثله القول صاف الرجل ـ يصيف ـ صيفا وتصيف بالمكان : أي أقام به في الصيف. والمشتى هو موضع الشتاء أو زمانه أو موضع الإقامة فيه يقابله : المصيف : أي المكان الذي يقام فيه صيفا والصيف : جمعه : أصياف .. ومن الخريف يقال : اخترف الرجل في مكان كذا : أي أقام فيه في فصل الخريف وجمع «الخريف» هو «أخرفة» أما الربيع وجمعه : أربعاء وأربعة فمنه اشتقوا الفعل «أربع» نحو : أربع القوم : بمعنى : صاروا في فصل الربيع وسموا الموضع الذي يقام فيه فصل الربيع المرتبع أو المربع .. وهو منزل القوم في الربيع وقولهم هذه مرابعنا ومصايفنا : معناه هنا نرتبع ونصيف ومن الشمس ينبعث الضوء إضافة إلى الحرارة ويصل ضوؤها إلى الأرض في خلال ثماني دقائق .. محسوبا على بعدها عن الأرض والبالغ ثلاثة وتسعين مليون ميل أي ما يقرب من مائة وخمسين مليون كيلومتر. وهذه المسافة تجعل الشمس أقرب النجوم إلينا وهذا هو السبب في أننا نراها أكبر من النجوم الأخرى وهي مسافة صغيرة إذا قورنت بمسافات النجوم التي تبعد عنا آلاف الملايين من السنين الضوئية وهي كبيرة الحجم جدا إذا قورنت بالأرض فهي تعادلها في ذلك مليون مرة ويبلغ وزنها قدر وزن الأرض ثلاثمائة ألف مرة .. ولو قدر أن توضع الكرة الأرضية على سطح الشمس لبدت الأرض نقطة تافهة بالنسبة إلى الشمس وتوجد حول الشمس هالة كبيرة مضيئة تظهر بوضوح في أثناء كسوف الشمس. والشمس هي المصدر الوحيد للطاقة الحرارية والغذاء على سطح الأرض قاطبة. هذا وإن سرعة الضوء في الثانية ـ وهي مائة وستة وثمانون ألف ميل في الثانية ـ تعادل الدوران حول الأرض حوالي سبع مرات .. فإذا أطلق هذا الشعاع من الضوء وجعل يستمر لمدة عام فإن المسافة التي يقطعها وتبلغ حوالي تسعة فاصلة خمسة «مليون مليون كيلومتر هي السنة الضوئية» وتمتد حدود الكون الذي يمكن رؤيته بالمجهر مسافة ألفي مليون سنة ضوئية في الأقل في كل اتجاه فسبحان الله العظيم رب هذا الكون وخالقه وموجده والمهيمن على تسييره بهذه الدقة البالغة في الاعجاز.
** (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة .. وتجمع «الناقة» على «نوق» ومنه قيل : هذه عشراء وجمعها : عشار وهي الناقة التي أتى على حملها عشرة شهور ثم هو اسمها إلى أن تضع لتمام السنة وهي أنفس ما تكون عند أهلها وأعزها عليهم. والعشار في جمع «عشراء» كالنفاس في جمع «نفساء» وتجمع «الناقة» على «أنوق» قال الصحاح : ثم استثقلوا الضمة على الواو فقدموها فقالوا أونق ثم عوضوا من الواو ياء فقالوا : أينق ثم جمعوها على أيانق .. وقد تجمع على نياق. والناقة : هي الأنثى من الإبل. قال أبو عبيدة : ولا تسمى ناقة حتى تجدع : أي تدخل السنة