الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أو تكون «ما» مصدرية فتكون جملة «خلق» صلة حرف مصدري لا محل لها و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر .. التقدير : وخلقه. الذكر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة أي العظيم القدرة الذي خلق الذكر والأنثى من ماء واحد وقيل : هما آدم وحواء.
(وَالْأُنْثى) : معطوفة بالواو على «الذكر» وتعرب إعرابه وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر وجواب القسم في «والليل» هو (إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) في الآية الكريمة الرابعة.
** (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأولى .. ويغشى : أي يغطي الشمس أو النهار أو كل شيء يواريه بظلامه .. يقال : غشي الليل ـ يغشى ـ من باب «تعب» وأغشى : أي أظلم. والغشاء : هو الغطاء وزنا ومعنى. وهو اسم من غشيت الشيء : أي غطيته وحذف مفعوله اختصارا لأنه معروف كما يقال : ضرب فلان ولا يؤتى بالمضروب إما لعلم السامع وإما للإبهام .. ويجوز أن يكون الفعل مجردا لا يحتاج إلى مفعول على معنى : يأتي .. يظلم. ومثله أغشى.
** (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة .. المعنى : فأما من أعطى حقوق ماله للفقراء واتقى الله فلم يعصه فحذف مفعولا الفعلين اختصارا لأنهما معلومان.
** سبب نزول الآية : نزلت في أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ الذي كان يعتق العجائز والنساء إذا أسلمن فقال له أبوه : أراك تعتق أناسا ضعفاء .. فقال : إنما أريد ما عند الله.
** (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة .. المعنى : وصدق بالخصلة أو الملة الحسنى وهي الايمان أو بالكلمة الحسنى وهي كلمة التوحيد فحذف الموصوف «الخصلة» وأقيمت الصفة «الحسنى» مقامه. وهي مؤنث «الأحسن» وهو مثل قوله «وعملوا الصالحات» أي وعملوا الأعمال الصالحات بحذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه. والفعل المشدد «صدق» ضد «كذب» والصدق : نقيض الكذب .. والعتق والصدقة : من أفاضل الأعمال. وجاء في الحديث أن رجلا قال لرسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ دلني على عمل يدخلني الجنة. فقال : تعتق النسمة وتفك الرقبة. قال : أوليسا سواء؟ قال : نعم. إعتاقها : أن تنفرد بعتقها .. وفكها : أن تعين في تخليصها من قود ـ أي من قصاص ـ ما يلزم أداؤه من مال. صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ نقول : أقر القاضي الحكم أو أجازه أو أمضاه أو وافق عليه .. ولا نقول : صادق أو صدق على الحكم. لأن معنى «صادقه» هو كان صديقا له لم يكاذبه أو اعترف بصدق قوله.