** (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة عشرة .. المعنى : وسيبعد عن النار : المؤمن الورع الذي يخاف الله وجمعه : الأتقياء. قال ابن عباس : «سادة الناس في الدنيا : الأسخياء وسادة الناس في الآخرة الأتقياء» ومن معاني «السخاء» الجود والكرم .. وعلى النقيض من هذه الأسماء الثلاثة : البخل .. الضن .. والشح وقيل : الناس صنفان : فريق يتصدق ليكف يد المعوزين أو يحفظ على بائس عفته وحياءه وقد ملأ قلبه حب الخير لله وفريق يتصدق ليمدحه الناس وليقال : إنه جواد ومحسن وسخي وكريم ولم يمر بخاطره حب الخير ابتغاء ثواب الله.
(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) (٤)
(إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل واقع في جواب القسم والجملة من «إن» مع اسمها وخبرها جواب القسم لا محل لها. سعيكم : اسم «إن» منصوب وعلامة نصبه الفتحة الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه والميم علامة جمع الذكور بمعنى : إن مساعيكم أو مسعاكم أي عملكم. اللام لام التوكيد ـ المزحلقة ـ شتى : خبر «إن» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : أشتات مختلفة وهي جمع «شتيت» أي متفرق منه عمل صالح ومنه عمل طالح.
(فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى) (٥)
(فَأَمَّا مَنْ) : الفاء استئنافية. أما : حرف شرط وتفصيل لا عمل له. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الفعلية «فسنيسره لليسرى» في الآية الكريمة السابعة في محل رفع.
(أَعْطى وَاتَّقى) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض في معنى المستقبل مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وحذف مفعوله اختصارا بمعنى أعطى حقوق ماله للفقراء أو تكون «من» اسم شرط جازما في محل رفع مبتدأ فيكون الفعل «أعطى» في محل جزم بمن لأنه فعل الشرط. واتقى : معطوفة بالواو على جملة «أعطى» وتعرب إعرابها بمعنى : واتقى الله فلم يعصه.