إعراب آياتها
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) (١)
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) : الواو حرف جر وهو واو القسم. العاديات : اسم مجرور بواو القسم وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور متعلق بفعل القسم المحذوف. التقدير : ورب خيل المجاهدين أو بخيل الغزاة وهي تركض. ضبحا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره : يضبحن ضبحا أو منصوب بالعاديات بمعنى : والضابحات لأن الضبح يكون مع العدو وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون مصدرا في موضع الحال أي ضابحات وهذا الوجه من الاعراب أوجه وأفصح.
** (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً) : الضبح : هو صوت أنفاسها عند عدوها ـ جريها ـ من شدة الركض. قيل : إن أول من ركب الخيل هو النبي إسماعيل ـ عليهالسلام ـ وكانت قبل ذلك وحوشا لا تركب وتعلم بنوه رياضتها منه ولذلك كان العرب أعرف الناس بالخيل .. وقيل : سميت خيلا لاختيالها : أي لتبخترها وإعجابها بنفسها.
** (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الرابعة. ونون الإناث في «أثرن» أي هيجن هو ضمير الخيل وعطف الفعل على الاسم الذي هو «العاديات» وما بعده لأنها أسماء فاعلات تعطي معنى الفعل وفي هذا العطف حكمة تصوير هذه الأفعال في النفس لما بين الفعل والاسم من التخالف وهو أبلغ من التصوير بالأسماء المتناسقة وكذلك التصوير بالمضارع بعد الماضي. و «الهاء» في «به» بمعنى : وهيجن بذلك الوقت أو يكون الضمير كناية على «الوادي» وإن لم يتقدم له ذكر لأنه معروف من السياق و «نقعا» أي غبارا ويجوز أن يراد به الصياح والجلبة.
** (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. و «يومئذ» بمعنى يومئذ يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور. يروى أن الحجاج اعتلى المنبر يوما وكان فصيحا فقرأ الآية الكريمة (إِنَّ رَبَّهُمْ) بفتح همزة «إن» بدلا من كسرها فلما علم أن لام التوكيد في خبرها أسقطها لئلا يكون لاحنا ويكون قوله لحنا قرأ : أن ربهم بهم يومئذ خبير. ففر من اللحن ـ أي الخطأ ـ عند الناس ولم يبل أو يبال بتغير كتاب الله لجرأته على الله.
(فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) (٢)
(فَالْمُورِياتِ قَدْحاً) : معطوفة بالواو على «العاديات» وتعرب إعرابها. قدحا : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب بفعل محذوف تقديره تقدح قدحا وعلامة