فضل قراءة السورة : قال عبد الله المؤمن ورسوله المكرم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) لم يحاسبه الله بالنعيم الذي أنعم به عليه في دار الدنيا وأعطي من الأجر كأنما قرأ ألف ليلة» صدق رسول الله. وأخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي بن عبد الله بن الشخير قال : انتهيت إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو يقول : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) يقول ابن آدم : مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت.
إعراب آياتها
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) (١)
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ التكاثر : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : شغلكم التباري ـ في كثرة الأولاد وجمع الأموال عن ذكر الله.
** (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) : يقال : تكاثر الشيء ـ يتكاثر ـ تكاثرا فهو متكاثر ـ اسم فاعل ـ.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه السورة أو الآية في حيين من العرب تفاخروا تفاخرا وتكاثروا تكاثرا حتى عدوا أحياءهم فقال كل فريق منهم : منا فلان ومنا فلان .. فلما عدوا أحياءهم زاروا المقابر ـ القبور ـ فعدوا الأموات. وفي رواية : إذا متم ودفنتم علمتم حين ينزل بكم العذاب مغبة ما أنتم عليه من الكفر. وقيل : هناك من عكف همته على استيفاء اللذات ولم يعش إلا ليأكل الطيب ويلبس اللين ويقطع أوقاته باللهو والطرب لا يعبأ بالعلم والعمل ولا يحمل نفسه مشاقهما .. هذا النفر من الناس الذي يحيا هكذا حياة يحسب أنه في نعيم وهو نعيم يعاتب ويسأل عنه الإنسان ويحاسب يوم القيامة وهو ما دلتنا عليه الآية الكريمة المذكورة آنفا. وأصل «الإلهاء» هو الصرف إلى اللهو .. من لها ـ يلهو ـ لهوا بالشيء .. من باب «عدا» بمعنى : لعب به وتلهى به مثله ويقال : إله يا رجل عن الشيء : أي اتركه ولهي عن الشيء لهيا : أي ترك ذكره. وكان ابن الزبير إذا سمع صوت الرعد لهي عن حديثه : بمعنى : تركه وأعرض عنه. ويقال : سوف يلهو لهوا بمعنى : سوف يغفل. وقيل : ستسألون عن اللهو والتنعم الذي شغلكم الالتذاذ به عن الدين : أي عن ذكر ربكم. أما النعيم الذي لا يشغل الإنسان عن ذكر ربه فهو نعيم مباح ولا يعاتب عليه لأنه في هذه الحالة يكون تمتعا بنعمة الله ورزقه اللذين لم يخلقهما سبحانه إلا لعباده الذين ينكبون على دراسة العلم والقيام بالعمل وهم ناهضون بالشكر. وإلى ذلك أشار رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فيما يروى أنه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أكل وهو وأصحابه تمرا وشربوا عليه ماء فقال : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.