تضليل» متعلق بجعل وهو في مقام المفعول به الثاني ليجعل لأن المعنى : ألم يصير الله تدبيرهم الخبيث في هدم الكعبة في تضييع وخسران وابطال.
(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) (٣)
(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ) : الواو عاطفة. أرسل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة «أرسل» معطوفة على «يجعل» وإنما عطف ماض على مضارع لأن «ألم يجعل» بمعنى جعل بعد قلب «لم» المضارع يجعل إلى معنى «جعل» فعطف ماض على ماض. على : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى. والجار والمجرور «عليهم» متعلق بأرسل.
(طَيْراً أَبابِيلَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أبابيل : صفة ـ نعت ـ للموصوف «طيرا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف بمعنى : جماعات كثيرة.
** (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) : بمعنى : جماعات ـ جمع «إبالة» وهي الحزمة الكبيرة شبهت بها الجماعة من الطير في تضامها أو جمع «إبول» وقال أبو جعفر الرؤاسي : مفردها إبيل. وقال آخرون : أبابيل : لا واحد لها من لفظها .. ومثلها أساطير وقال آخرون : مفرد الأساطير أسطورة. أما «الطير» فهي جمع «طائر» واللفظة تذكر وتؤنث. وقيل : هي اسم جمع. وقيل : الطير : هو كل ما طار في الهواء صغيرا أو كبيرا فيشمل حتى الذباب والبعوض. وقال الفيومي : الطير : جمع «طائر» وهو اسم فاعل من طار ـ يطير ـ طيرانا. وهو له في الجو كمشي الحيوان في الأرض. وجمع «الطير» هو : طيور وأطيار وقيل : الطير : يقع على الواحد والجمع. قال ذلك أبو عبيدة وقطرب. وقال ابن الأنباري : الطير : جماعة وتأنيثها أكثر من التذكير ولا يقال للواحد طير بل طائر وقلما يقال للأنثى : طائرة. وطائر الإنسان : هو عمله وتطير من الشيء : بمعنى تشاءم. قال ابن عباس : وإذا أرسل الله تعالى على قوم عذابا لم يفلتهم .. فما أفلت من أصحاب الفيل إلا سائس الفيل أو قائده فقيل له : ما وراءك؟ فقال : أتت طير مثل هذا وأشار إلى طائر في الهواء وكان الطائر قد اتبعه بحجر فأرسله عليه فقتله.
(تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) (٤)
(تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ثانية للموصوف «طيرا» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل