فضل قراءة السورة : قال الذي شدت به البلاغة نطاقها الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «الكوثر» سقاه الله من كل نهر في الجنة ويكتب له عشر حسنات بعدد كل قربان قربه العباد في يوم النحر أو يقربونه» صدق رسول الله. وأخرج الإمام أحمد عن أنس بن مالك : أن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أغفى إغفاءة ثم تبسم لنزول هذه السورة عليه وفسر الكوثر : بقوله : هو نهر أعطانيه ربي عزوجل في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة أي هو الحوض المورود.
إعراب آياتها
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (١)
(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «إن» وأصله : إننا. وحين اجتمع ثلاث نونات حذفت واحدة اختصارا وتخفيفا وقد جاء في القرآن (وَاشْهَدْ بِأَنَّنا مُسْلِمُونَ) على الأصل. و «بأنا» على الحذف. أعطيناك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إن» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بالضمير «نا» و «نا» ضمير متصل ـ اسم الله تعالى ـ ضمير الواحد المطاع سبحانه ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول والمخاطب هو النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ. الكوثر : مفعول به ثان منصوب بأعطى وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : النبوة .. الخير الكثير أو القرآن.
** (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) : روي في صفة «الكوثر» أنه أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن وأبرد من الثلج وألين من الزبد حافتاه من الزبرجد أو الذهب وهو نهر في الجنة ماؤه أشد بياضا من اللبن والثلج من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا .. وحصباؤه المرجان والدر وحاله المسك وأوانيه من فضة بعدد نجوم السماء. وعن أنس : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «رفعت إلى السدرة فإذا أربعة أنهر نهران ظاهران ونهران باطنان. فأما الظاهران فالفرات والنيل وأما الباطنان فنهران في الجنة أي هما السلسبيل والكوثر و «نا» في «إنا» و «أعطينا»