فضل قراءة السورة : قال النبي المنصور بالهداية ودين الحق محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «النصر» أعطي من الأجر كمن شهد مع محمد يوم فتح مكة» صدق رسول الله. وجاء في حديث الترمذي عن مالك بن أنس أنها تعدل ربع القرآن و «إذا زلزلت» تعدل ربع القرآن. وعند النسائي إنها آخر سورة من القرآن نزلت وعن أحمد وابن جرير عن ابن عباس : لما نزلت قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : نعيت إلي نفسي».
إعراب آياتها
(إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (١)
(إِذا جاءَ) : ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون في محل نصب متضمن معنى الشرط خافض لشرطه متعلق بجوابه. جاء : فعل ماض مبني على الفتح. والجملة الفعلية «جاء نصر الله» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف.
(نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) : فاعل مرفوع بالضمة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر : الكسرة. والفتح : معطوف بالواو على (نَصْرُ اللهِ) مرفوع بالضمة لأنه معطوف على مرفوع ويعرب إعرابه.
** (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) : في هذا القول الكريم حذف مفعول المصدر «نصر» لأنه يعمل عمل فعله المتعدي بمعنى : نصر الله تعالى رسوله الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
** سبب نزول الآية : عن البزار والبيهقي أنها نزلت أوسط أيام التشريق بمنى في حجة الوداع ولهذا سميت سورة «التوديع» أيضا. و «التشريق» مصدر الفعل «شرق» نقول : شرق الرجل اللحم تشريقا : بمعنى : قدده ـ أي جعله ـ قطعا ـ أو جففه في الشمس. و «التشريق» هو أيضا : صلاة العيد لأنها تكون عقب شروق الشمس. وأيام التشريق : هي ثلاثة أيام بعد عيد الأضحى لأن لحوم الأضاحي تشرق بها. والأضاحي : جمع «أضحية» أي ضحية ومنها : يوم الأضحى : وهو يوم نحر ـ ذبح ـ البهيمة من نحرها .. ومنه اشتقوا القول : تناحر القوم على كذا : بمعنى : تخاصموا فكاد بعضهم ينحر بعضا .. ومنه أيضا : انتحر الرجل : بمعنى : قتل نفسه. و «النحر» هو أعلى الصدر .. واستعير هذا الفعل لمعان فيها كناية على فعل آخر .. نحو : نحر الرجل الأمور علما : أي أتقنها .. ونحر العلم نحرا وهو نحرير ـ بكسر النون ـ بمعنى : وهو حاذق فطن عاقل. وتطلق اللفظة أيضا على العالم بالشيء المجرب لأن العلم نحره نحرا لمهارته وبصيرته وفطنته.