فضل قراءة السورة : قال من مدت عليه الفصاحة رواقها الرسول محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قرأ سورة «تبت» رجوت له أن لا يجمع الله بينه وبين أبي لهب في دار واحدة» صدق رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ
إعراب آياتها
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) (١)
(تَبَّتْ يَدا) : فعل ماض معناه الاستقبال لأنه دعاء عليه مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. يدا : فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون ـ أصله : يدان ـ للإضافة.
(أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. لهب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. الواو عاطفة. تب : فعل ماض لفظا ومعنى لأنه خبر بمعنى : وكان ذلك وحصل وهو مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. وقد تب : بمعنى وقد هلك.
** (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَ) : أبو لهب : هو عبد العزى بن عبد المطلب عم النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكان أشد الناس عداء له ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وإنما كني بأبي لهب لأن وجنتيه كانتا تتوقدان حسنا أو احمرارا ـ لعنه الله ـ وكني بهذه الكنية ولم يسم لأنه أريد بذلك التهكم به و «التباب» : هو الهلاك قال عدي :
اذهبي إن كل دنيا ضلال |
|
والأماني عقرها للتباب |
لا يروقنك صائر لفناء |
|
كل دنيا مصيرها للتراب |
وقيل : تبت يداه .. لأن العرب تنسب الشدة والقوة والأفعال إلى اليدين إذ كان بهما يقع كل الأفعال. فقد روي أن أبا لهب قال للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لما دعا قومه على جبل الصفا إلى الإسلام : تبا لك .. أما جمعتنا إلا لهذا؟ فنزلت هذه السورة الشريفة ردعا له ونهيا عن موقفه هذا من الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وفي رواية : أنه لما نزل قوله تعالى في سورة «الشعراء» (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) جمع النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أقاربه فأنذرهم .. فقال عمه أبو لهب : تبا لك .. ألهذا دعوتنا وأخذ حجرا ليرميه به وكانت امرأته تحمله على عداوته وتوقد بينهما نيران الخصومة. فقال الله تعالى : هلكت يدا أبي لهب.
(ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) (٢)