(ذاتَ لَهَبٍ) : صفة ـ نعت ـ للموصوف «نارا» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة. لهب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : ذات مؤنث «ذو» أي صاحبة النور والتوقد والحرارة.
(وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (٤)
(وَامْرَأَتُهُ) : معطوفة بالواو على الضمير في «يصلى» بمعنى : سيصلى أي سيدخل هو أي أبو لهب وامرأته مرفوعة بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه.
(حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) : حال من «امرأته» أو مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : أذم .. أشتم .. أو أعني .. ونصبه على الذم وعلامة نصبه الفتحة. الحطب مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة بمعنى حطب جهنم.
** (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) : المعنى وستدخل امرأته جهنم مع زوجها أبي لهب. وقيل سميت حمالة الحطب لأنها كانت تطرح الحطب والشوك في طريق النبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لإيذائه. وقرئت «حمالة» بالرفع وقراءة «عاصم» بالنصب وفي حالة القراءة بالرفع تكون كلمة «امرأته» مبتدأ و «حمالة» خبره أما النصب فجاء على الذم. والعرب تنصب بالذم كما تنصب بالمدح وخاصة بالفعل أعني. قال ابن خالويه مدح العرب هو قولهم : اللهم صل على محمد أبا القاسم. بمعنى : أمدح أبا القاسم وفي حالة قولهم على محمد أبو القاسم .. يكون «أبو» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو أبو القاسم .. أما في حالة الجر «أبي القاسم» فيكون الجر لأنه بدل من «محمد» ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة. قال قوم : كانت تحمل الشوك فتلقيه في طريق المسلمين وفي طريق النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بغضا منها لهم وإيذاء لهم. وقال آخرون : بل كانت تمشي بالنميمة وتنقل الأخبار على جهة الإفساد وقيل : وكانت هذه المدعوة «أم جميل» حمقاء مع كفرها ـ لعنها الله ـ ويسمى «الحطب» الحظر كما في قول الشاعر :
من البيض لم تصطد على ظهر لامة |
|
ولم تمش بين القوم بالحظر الرطب |
وإنما جعل «الحطب» رطبا لأنه أشد دخانا وأذى. واللامة : ما يلام عليه. أي لم توجد هذه المرأة مرتكبة لما تلام عليه .. وهذه رواية الزمخشري في تفسيره أيضا في كشافه. قال : ومر اللهبي الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب. والأحوص ينشد .. فقال ممازحا له : إنك يا أحوص لشاعر ولكن لا تمثل .. وفي رواية : ولكنك لا تعرف الغريب ولا تغرب .. فقال بلى ، ولقد قلت معرضا بأم جميل :
ما ذات حبل يراه الناس كلهم |
|
وسط الجحيم فلا تخفى على أحد |
ترى حبال جميع الناس من شعر |
|
وحبلها وسط أهل النار من مسد |