والجملة الاسمية «الله أحد» في محل رفع خبر «هو» على تقدير : الشأن هذا هو أن الله واحد لا شريك له .. أي لا ثاني له. وقيل : ليس في كلام العرب واو قلبت همزة وهي مفتوحة إلا هذه الكلمة وبقية يسيرة من الكلمات لأنها شاذة عن القياس لأن الواو إنما تستثقل عليها الكسرة والضمة فأما الفتحة فلا تستثقل. والمراد بقوله سبحانه : أحد : وصفه عزوجل بالوحدانية ونفي الشركاء.
** (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) : إن قيل : لم ابتدأت هذه الآية الكريمة بالمكني ـ أي الضمير «هو» ولم يتقدم ذكره؟ فقل : لأن هذه السورة الشريفة ثناء على الله تعالى وهي خالصة له ليس فيها شيء من ذكر الدنيا. وعن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أنه سمع رجلا يقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وجبت قيل : يا رسول الله : وما وجبت؟ قال : وجبت له الجنة.
** سبب نزول الآية : نزلت جوابا لقوم من المشركين قالوا للنبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يا محمد انسب لنا ربك أي اذكر لنا نسبه أو أخبرنا عن الله تعالى ذكره أمن ذهب هو أم من فضة أم من مسك؟ وعن ابن عباس : قالت قريش : يا محمد صف لنا ربك الذي تدعونا إليه؟ فنزل قوله تعالى (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) أي إن سألتموني وصفه هو إله واحد.
(اللهُ الصَّمَدُ) (٢)
(اللهُ الصَّمَدُ) : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة. الصمد : خبر لفظ الجلالة مرفوع بالضمة. ويجوز أن يكون «الصمد» صفة ـ نعتا ـ للفظ الجلالة وخبر المبتدأ (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) في محل رفع.
(لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) (٣)
(لَمْ يَلِدْ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للفظ الجلالة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يلد : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والأصل : يولد .. فحذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة فإن حلت الواو بين ياء وفتحة أو بين ياء وضمة لم تحذف .. مثل : يوطأ .. يوضؤ .. يوجل ويوحل. ولم تسقط الواو من «يوعد» و «يوزع» وقد حلت بين ياء وكسرة والسبب هو أن الواو هنا مدة لا واو صحيحة لأن الواو إذا سكنت وانضم ما قبلها تصير