مدة فصارت بمنزلة الألف في «واعد» وحذف مفعول «يلد» اختصارا بمعنى : لم يلد أحدا ولم يولد من أحد لأنه أزلي جلت قدرته.
(وَلَمْ يُولَدْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يولد : فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم وعلامة جزمه : سكون آخره ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو وثبتت الواو لوقوعها بين ياء وفتحة.
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٤)
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ) : أعرب. يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : يكون – تخفيفا ولالتقاء الساكنين : سكونها وسكون النون ونقلت الضمة إلى الكاف لثقلها على الواو. له : جار ومجرور متعلق بالخبر. وقدم الظرف «له» على اسم «يكن» وخبرها وذكر أن المعنى ليس له مثيل في العالم.
(كُفُواً أَحَدٌ) : خبر «يكن» مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أحد : اسم «يكن» المؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المنونة بمعنى : لم يكافئه أحد : أي لم يماثله من : فلان يكافئ فلانا : أي يماثله أي لم يعدله بمعنى لم يشبهه أحد.
** (اللهُ الصَّمَدُ) : أي المقصود بمعنى : المصمود ـ فعل بمعنى مفعول ـ أي المقصود إليه في الحوائج أو الباقي بعد فناء الخلق. واختلفوا في تفسير «الصمد» فأجود ما قيل في «الصمد» : السيد الذي قد انتهى سودده ويصمد الناس إليه في حوائجهم فهو قصد الناس والخلائق مفتقرون إلى رحمته سبحانه.
** (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) : وقدم الظرف «له» والكلام العربي الفصيح يقضي بتأخير الظرف ـ كما قال الزمخشري ـ فهو حشو الكلام وغير مستقر ولا يقدم ونرى هنا أنه قد تقدم ولم يؤخر في أفصح كلام وأعربه وهو كتاب الله الكريم والسبب كما قال سيبويه : هو أن هذا الكلام إنما سيق لنفي المكافأة عن ذات الباري سبحانه وهذا المعنى مصبه ومركزه هو هذا الظرف فكان لذلك أهم شيء وأعناه وأحقه بالتقدم وأحراه ولما كان الغرض نفي المكافأة والمساواة عن ذات الله تعالى كان تقديم المكافأة المقصود بأن يسلب عنه أولى ثم لما قدمت لتسلب ذكر معها الظرف ليبين الذات المقدسة بسلب المكافأة. وللطف المعنى اقتضى تقديم الظرف مع الخبر .. على الاسم.